22 حمدى.. وشقة جدو
شريف عبد القادر
آخر تحديث:
الجمعة 5 فبراير 2010 - 10:34 ص
بتوقيت القاهرة
على مدار أيام أمم أفريقيا ومنذ انطلاقها وأنا مهتم جدا بمتابعة بدلاء المنتخب ومدى الفرحة فى عيونهم مع كل فوز يحققه أقرانهم طوال مشوار البطولة، وكانت سعادتى طاغية حين أرى ردة الفعل من جانبهم نحو اللاعبين داخل الملعب مع كل هدف يحرز أو فوز يتحقق ليتأكد لنا جميعا مدى إنكار الذات والألفة والجماعية بين هذا الجيل من اللاعبين داخل وخارج الملعب،
وسعدت أكثر حينما دفع الجهاز الفنى بقيادة المعلم بأغلبهم فى مباراة بنين ثالث لقاء لنا فى المجموعة الثالثة وبالفعل نجحت التجربة وظهر الكثير منهم بمستوى يؤهلهم ليكونوا نواة جيدة لمستقبل الكرة المصرية فى إطار عملية الإحلال والتجديد التى يقودها المعلم شحاتة وإن كانت تسير ببطء يصل إلى حد العقلانية،
ولفت انتباهى وانتظرت طويلا لأرى السيد حمدى مهاجم المنتخب وبتروجيت، ودارت فى ذهنى تساؤلات عديدة حول السبب فى عدم إشراك السيد حمدى، وحاولت أن أجد إجابة عن هذه التساؤلات خلال متابعتى لكل ما ينشر عن البطولة،
ووجدت نفسى أمام ثلاثة خيارت لا رابع لها حول سر عدم إشراك حمدى، إما أن شحاتة لم يرد مشاركته فى مباراة بنين كنوع من التمويه وإخفاء كل أوراقه الرابحة عن منافسيه خصوصا فى ظل غياب بعض العناصر المهمة عن هجوم المنتخب فى البطولة، أو أن يكون الجهاز الفنى قد انتابته حالة نسيان للاعب،
وأخيرا أن يكون اللاعب غير جاهز فنيا أو بدنيا ولهذا لم يتم إشراكه خصوصا أنه عائد من إصابة طويلة قبل البطولة مع العلم بأنه كان أحد العناصر التى أشركها شحاتة فى العديد من المباريات الودية أثناء تصفيات أمم أفريقيا المؤهلة للمونديال وشارك أيضا فى مباراة رواندا فى التصفيات قبل إصابته،
إلى أن علمت المفاجأة التى أضحكتنى كثيرا بأن السيد حمدى كان يرتدى الفانلة رقم «22» وهو الرقم الذى يرتديه محمد أبوتريكة الذى أبعدته الإصابة عن الانضمام للمنتخب والمشاركة فى البطولة، وعلمت ما دار من تعليقات ومداعبات بين اللاعبين فى أنجولا وشارك فيها أبوتريكة عبر الهاتف من القاهرة حتى إن أبوتريكة نصحه بأن يبدل الفانلة مع محمود أبوالسعود الحارس الثالث على اعتبار أن فرص مشاركته ضئيلة جدا فى وجود الحضرى عملاق حراسة المرمى فى أفريقيا والموهوب عبدالواحد السيد، وهنا أيقنت أنه إذا عرف السبب بطل العجب يا «قديس».
كمصرى أعشق هذا الوطن بحلوه ومره، سعادتى وفرحتى لا توصف بالإنجاز الذى حققه أبناؤنا من هذا الجيل الذى قلما يجود به الزمان وبهذا الكم من الألقاب والأرقام القياسية التى سيصعب جدا تكرارها، وأدعو الله أن يطيل فى عمر هذا الجيل فى ملاعبنا ويمنحهم الصحة والعافية ويبعد عنهم شر الإصابة والحسد، وإضافة إنجازات أخرى للكرة المصرية تعلى من هامتنا وقامتنا بين الأمم،
وكم أنا سعيد بأن ينال هذا الجيل التكريم اللائق به على جميع المستويات بداية من الاحتفاء الرئاسى وحتى التكريم الشعبى ماديا ومعنويا وأدبيا، على أن يراعى البعد الاجتماعى الذى يعيشه هذا الوطن فى طرح سبل تكريم هذا المنتخب الذى أسعدنا، وألا نختزل هذا الإنجاز فى حصول لاعب على شقة من المحافظة ويتم الإعلان عن ذلك عبر الفضائيات بشكل مهين دون مراعاة لظرف استثنائى يعيشه أهل لنا فى قرى صعيد مصر وفى سيناء الحبيبة أغرقتهم مياه السيول وليس لديهم مأوى،
وظرف عام أن هناك فى هذا البلد من يقطن فى حجرة جدرانها ثلاث فقط ولايزال البحث جاريا عن الجدار الرابع، ولعلنا لم نتعلم من دروس الماضى وأنتم تذكرون قصة «هى العلبة فيها إيه» فخلال متابعتى لنموذجين من لاعبى المنتخب شعرت بفارق الخبرة الشديدة فى التعامل مع الحدث بين أحمد حسن «صقر أفريقيا» ومحمد ناجى «جدو أفريقيا» حين تمت استضافتهما فى يوم واحد على فضائيتين مختلفتين، وسئل محافظ المنيا ماذا أعددتم للاحتفاء بالصقر ونوه المحافظ إلى أنها ستكون مفاجأة ليقاطعه حسن ماذا تطلبون أنتم منى لأقدمه لمحافظتى، وهذا بعيدا عما أعلن حول نية أحمد حسن فى الترشح لعضوية مجلس الشعب،
وفى المقابل وبأسلوب يعف لسانى عن أن أذكره اختصر «جدو» فرحته بما حققه من إنجاز شخصى فى أول ظهور له مع المنتخب على الساحة الأفريقية فى حصوله على شقة من المحافظ الفلانى أو سيارة من النائب العلانى وذلك فى وجود من يكبره سنا ومقاما ومسئول عنه فى «نفس الحلقة» وهو نائب برلمانى عليه التزام «وطنى» بتلبية احتياجات وحل مشكلات كتلة مهمة جدا من هذا الشعب، ورغم محاولات القائمين على البرنامج فى طرح الأمر بمزيج من الدعابة والفكاهة، إلا أنه وللأسف ولقلة خبرة اللاعب انساق وراء هذا التيار دون أن يشعر، ونصيحتى لهؤلاء أن يراعو البعد الاجتماعى فى رسالتهم الإعلامية حتى لا يفقدوا رصيدهم من احترام مشاهديهم.
أخيرا.. رسالتى إلى الصقر أن دوره لم ينته مع لاعبى المنتخب بنهاية البطولة وإحراز اللقب، وعليه أن يهب خبراته فى التعامل مع مثل هذه الأحداث إليهم، وتهنئتى الخاصة جدا لـ«جدو» بأهدافه التى أسعدت هذا الشعب وتألقه اللافت لأنظار العالم و«الشقة والعربية».