صلاح وأجايى.. والزمالك
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الإثنين 5 فبراير 2018 - 9:55 م
بتوقيت القاهرة
** لو أن ميسى هو الذى سجل الهدف الثانى لمحمد صلاح فى مرمى توتنهام وبنفس الطريقة لظلت الصحف العالمية تتحدث بكل اللغات عن عبقريته، والحقيقة أن الصحف الإنجليزية احتفت بمحمد صلاح كما تحتفى بكل لاعب يصنع إنجازًا، فمحمد صلاح سجل هدفين لليفربول، ورفع رصيده إلى 21 هدفا وبات أسرع لاعب فى تاريخ النادى يصل إلى هذا الرقم من الأهداف فى موسم واحد، وفى تلك المباراة حصل صلاح على درجة 8 من عشرة فى ديلى ميل، بينما حصل منافسه على لقب هداف الدورى هارى كين على 7.5 من عشرة.
** قبل أسابيع كنت أفضل أن يستمر صلاح مع ليفربول لموسم آخر أو على الأقل حتى نهاية الموسم، وما زلت أرى أن تقدير جماهير الفريق له يستحق البقاء، إلا أن انتقاله إلى ريال مدريد لو كان حقيقيا، فإنه يجب أن يتم فى سياق عملية بناء كاملة للريال الذى يعانى، وتبقى نقطة مهمة أرجو أن يفكر فيها صلاح: ملكا فى الريدز أم وصيفا للملك فى الريال؟!
** من صلاح وتألقه إلى جونيور أجايى وتألقه مع الأهلى، وعلى الرغم من أن الفووت ورك (تحركاته بقدميه) لأجايى غريب، إلا أنه يمتلك قدم شيطان.. وهو بهذا الوجه البرىء الطفولى الذى يشعرك أنه رجل ساذج وطيب لكنه يقتل منافسيه بمنتهى النعومة، لدرجة أنهم يصفقون له إعجابا ودهشة، وقد صنع هدفا رائعا بتمريرة الكعب لعبدالله السعيد ليسجل فى مرمى الاتحاد، ورفع عدد أهدافه التى صنعها إلى 8 أهداف، بخلاف ما أحرزه.
** من صلاح وجونيور أجايى إلى معروف، أحد أهم لاعبى الزمالك سابقا وحاليا، وصنع تمريرة جميلة إلى نانا بوكو، وهى من نوعية تمريرات المستقبل، أى حيث يجب أن يكون الزميل وليس حيث كان.. ويتميز معروف بأنه مدافع ولاعب وسط مهاجم يتقدم ويتحرك إلى الأمام ويخترق، وحسنا فعل إيهاب جلال بالإبقاء عليه. وصحيح أن طارق حامد غاب عن المباراة للإيقاف، إلا أنه من أصحاب الأداء التقليدى، ولم يعد كافيا للاعب الوسط فى الفرق الكبيرة أن يلعب صائدا للخصوم أو لكرات وتمريرات الخصوم، فلاعب الوسط فى الفريق الكبير عليه أن يكون فعالا هجوميا.
** بالطبع تألق حمدى النقاز فى مركز الظهير الأيمن المهاجم، وتميز عماد فتحى ونانا بوكو، ومحمد عنتر، وعبدالله جمعة، وكذلك محمود علاء الذى يبنى الهجمات من منطقته الدفاعية، وهم لاعبون من أصحاب المهارات، لكن ذلك ليس كافيا، فالأداء الجماعى أهم من المهارات الفردية، وحين تقدم الزمالك بهدفين ظل مسرعا ومتحمسا، ففقد سيطرته على إيقاع المباراة، وكل فريق كبير عليه أن يغير من الإيقاع ويتحكم فى هذا الإيقاع.. وهذا ما يراه الكثيرون جزءا من شخصية الفريق.. والشخصية تكتمل باللعب بهدوء تحت الضغوط، وبناء الهجمات بابتكار، والدفاع بتركيز وصلابة دون تشتيت.
** سيعود الزمالك بالثقة، وبالأداء الجماعى، وهو يملك مدربا مميزا للغاية عنده فلسفة ورؤية، كما يملك مجموعة مميزة من اللاعبين، فما زال خارج التشكيل أشرف روقة، ومدبولى، ومحمود عبدالعزيز، والشامى، وأيمن حفنى، وغيرهم.. فكيف يملك فريقا كل هؤلاء ويفتقد إلى الأداء الجماعى..؟