ويهين المعنى الضابط.. ويدوس بالجزمة على الحلم
محمد سعد عبدالحفيظ
آخر تحديث:
السبت 5 مارس 2016 - 10:30 م
بتوقيت القاهرة
عندما اعتدى النقيب مصطفى توفيق على الممثلة الشابة ميريهان حسين الأسبوع الماضى، كان يدرك تماما تبعات ما فعله، فـ«الباشا» ورفاقه فى وزارة اللواء مجدى عبدالغفار يترجمون سياسة وفلسفة النظام الحاكم فى علاقته بمحكوميه.
قرون استشعار توفيق ورفاقه، استقبلت خلال الشهور الماضية أن نظام الحكم أولى اهتماما مبالغا فيه بـ«الأمن السياسى ومواجهة المعارضين والعناصر الإثارية»، على حساب «الأمن الجنائى والاجتماعى والحفاظ على حقوق المواطن»، وبالتالى فرجال عبدالغفار فهموا جيدا أن اتهامهم بانتهاك حرمة أى مواطن أو الاعتداء على كرامته وتعذيبه أو حتى تصفيته، ستتم تسويتها كما جرى فى المئات من «الحالات الفردية»، التى تم الكشف عنها أخيرا.
زميلنا محمد مجدى نقل فى تقرير نشرته «الشروق» الأربعاء الماضى ملامح التقرير الطبى الذى أعده مستشفى الهرم عن حالة ميريهان، وجاء به أن الممثلة مصابة بـ«كدمات فى الذراع والشفة العليا، ووجود سحجات فى العضو التناسلى».
ضابط قسم الهرم، إيهاب بحر، الذى احتجز ميريهان بعد واقعة الكمين، نفى تعرضه لها وقال أمام النيابة «مضربتهاش ومعرفش حاجة عن إصاباتها وهى اللى عملت كده فى نفسها عشان تدعى علينا»، لكن شهادة نقيب المهن التمثيلية أشرف زكى نسخت كلام الضابط حيث قال فى مداخلة تليفزيونية أنه «توجه إلى قسم شرطة الهرم، من أجل الوقوف على مستجدات الأمور»، مضيفا: «وجدت ميريهان حسين مبلولة؛ لأن الضابط ألقى عليها بول فى السجن».
وأوضح زكى أن الضابط حاول تكرار الاعتداء على الفنانة أمامه وبحضور مأمور قسم شرطة الهرم، ومساعد مدير الأمن، وعضو مجلس النقابة الفنان إيهاب فهمى، متابعا: «الضابط كرر سبها أمامنا بأبشع الألفاظ»، ووصفها بـ«العاهرة»، وفتش حقيبتها الشخصية وأخرج منها «ملابس داخلية» وشهر بها.
شهادة نقيب المهن التمثيلية الذى قدم بلاغا للنائب العام ليدلى بشهاته حول الواقعة، تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن «فرج» مازال حيا، ويقوم بمهامه «القذرة»، بنفس الكفاءة التى شق بها قميص «زينب» سعاد حسنى فى فيلم الكرنك، فـ«الأساطير» التى كانت تروى عن طرق التعامل مع المتهمين داخل أماكن الاحتجاز، صارت واقعا موثقا بالصوت والصورة.
بعد تكرار «الحالات الفردية» لـ«تنظيم الحواتم»، نقل لى صديق صحفى عن أحد مساعدى وزير الداخلية قوله: إن الأمناء «فلت عيارهم» وخطفوا الوزارة، لدرجة أن الضباط فقدوا السيطرة عليهم، وصاروا عاجزين على «شكمهم».. الرجل يريد أن يبعث برسالة مفادها أن «الحواتم» نقطة سوداء فى ثوب المنظومة ناصعة البياض، وأن «الداخلية» سوف تعمل على تطهير هذا الدنس، متناسيا أن «الدودة فى أصل الشجرة»، وأن الأمناء يتبعون سنة ضباطهم، والضباط على دين وزيرهم اللواء مجدى عبدالغفار القادم من «عاصمة جهنم» الاسم الحركى لجهاز أمن الدولة، والوزير يترجم توجهات وسياسات نظام شرفه بالجلوس على مقعده فى «لاظوغلى»، بعد أن فشل سلفه محمد إبراهيم ابن قطاع الأمن العام فى معالجة ملف الأمن السياسى، لتعود الوزارة مرة أخرى إلى ما كانت عليه أيام حبيب العادلى وزكى بدر صاحب عبارة «الضرب فى سويداء القلب»، ويتساءل المواطن مجددا «أنتم جايين تحمونا ولا تذلونا»، ويسقط من الذاكرة درس «هروب البهوات بالملابس الداخلية من أمام المتظاهرين أعلى كوبرى قصر النيل مساء 28 يناير 2011».
ويهين المعنى الضابط.. ويدوس بالجزمه على الحلم
ربنا رازجه بجهل غانيه عن كل العلم.. ماذا تعنى بالكون يا يساعك يا يسعنى ؟؟
رد يا جربان يا ابن »...«
يا عم الضابط.. احبسنى.. سففنى الحنضل واتعسنى
احبسنى أو اطلقنى وادهسنى.. واذا كنت لوحدى دلوقت
بكره مع الوقت.. حتزور الزنزانة دى اجيال
واكيد فيه جيل.. اوصافه غير نفس الأوصاف
ان شاف يوعى.. وان وعى ما يخاف
ابيات مختارة من قصيدة الخال عبدالرحمن الأبنودى «احزانى العادية»