رباعيات البترول
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأربعاء 5 مايو 2010 - 10:31 ص
بتوقيت القاهرة
فى نتائج الأسبوع الثامن توقفت عند فوز وأداء بترول أسيوط الذى هزم الاتحاد السكندرى بأربعة أهداف مقابل هدفين، ودعكم من أن جدو سجل أخيرا بعد طول غياب وصوم طويل ليس له مثيل. ودعكم من أن فريق الاتحاد مثل ريشة فى مهب الريح، لا يلعب كى يفوز ولا يعنيه أن يخسر كثيرا، وبدا أنه فى رحلة للصعيد، إلا أن فريق البترول واصل نتائجه العجيبة والقاسية.
فقبل أيام خسر بأربعة أهداف أمام المقاولون العرب ( 2/4 ). وهو نفس الفريق الذى خسر أمام الاتحاد فى الدور الأول بأربعة أهداف، وهو أيضا الفريق نفسه الذى خسر أمام المنصورة فى الدور الأول بأربعة أهداف.
ورباعيات البترول تبدو محيرة، وقد تجعل مدرب الفريق د. جمال محمد على فيلسوفا أو شاعرا يبدع لنا رباعيات كرباعيات الخيام (أظنه سوف يفعل).
والأكثر دهشة أن بترول أسيوط حقق فى الفترة الأخيرة نتائج كبيرة وغزيرة الأهداف فتعادل مع الجيش 3/3 وهزم المنصورة 3/2، وخسر من إنبى 1/3.. هذا الفريق الذى ضمن الهبوط، تحرر من الخوف ومن الضغوط، فبدأ منذ فترة فى لعب كرة عالية المستوى وهجومية.. وهجومه يكون شرسا فى بعض الأحيان يسفر عن أهداف جميلة، وهجومه أيضا فى بعض الأحيان يكون انتحارا ينتهى بشباكه وهى ترقص ألما وحزنا من شدة الاهتزاز!
فى نتائج الأسبوع الثامن والعشرين أيضا: تحية للزمالك الذى لعب بقوة وإصرار وحقق الفوز على المصرى بملعبه، وحجز بفوزه تذكرة اللعب فى بطولة إفريقيا. تحية للجدية وروح الانتصار، التى أدى بها اللاعبون ومدربهم حسام حسن، على الرغم من حاجة المصرى لأى نقطة، ولو كانت نقطة التعادل.. تحية لروح الفانلة البيضاء.
تحطيم أتوبيسات جماهير الإسماعيلى يؤكد أن الغوغاء مستمرون فى التنكيل بالكرة المصرية، ويدخل العلاقة بين الناديين إلى الثأر والثأر المضاد. ويؤسفنى أن يمسك طالب فى الجامعة أو المدرسة بحجر ويضرب به أتوبيسا.. الحل الوحيد لإيقاف هذا العبث بالأراوح والممتلكات هو القانون. ووضع هؤلاء المشاغبين رهن التحقيق والمحاكمة.. هذا هو الحل الوحيد لمواجهة العنف، وإلا سوف تدور الدوائر.
سلوك لاعبى الأهلى والإسماعيلى خلال المباراة كان أفضل ألف مرة من سلوك جماهير الأهلى والإسماعيلى، والأخير رد غضبه وعبر عنه بتحطيم مقاعد الاستاد.. منتهى الفوضى والاستهتار.
رأيى لم يتغير ولن يتغير أبدا فى مسألة الأهلى والحضرى.. يوم غادر الحارس من الباب الخلفى لفريقه، كان عليه أن يدرك أنه لن يستطيع العودة أبدا بطرق الباب الأمامى فى يوم من الأيام. والذين رفعوا راية المبادئ والقيم يومها، وأقاموا الدنيا على رأس الحارس، لا يمكنهم التراجع، ولا هم يستطيعون إنكاس الراية تحت دعوى الحاجة، فالحاجة لا تبرر الخطأ، أى خطأ.. الحاجة لا تبرر الإغواء، والالتواء، والانحناء.