مالك مصطفى: لنا ذاكرة الدم والغاز
وائل قنديل
آخر تحديث:
الأحد 6 مايو 2012 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
لا تخبرنى أن أصمت وأن ألتفت للحظة الراهنة
ولا تنظر لى نظرتك الميتة مخبرا إياى أن أدع الناس تجد رغيف العيش
لم يكن بيدى حين صرخنا أننا لم نجد أبدا غموسا لذلك الرغيف غير الذل المتشرب بالقهر
لا تخبرنى وأنا أمر فى ميدانى أنه لم يعد ميدانى.. وأننا لابد أن نستعد «للعبة» السياسة.
لم يكن أحد منا طالبا لسلطة.. ولم يكن أحد منا خطيبا سياسيا أو زعيما يحمل على الأعناق وعند هبوطه يبدأ بتجنيد من حوله لأفكاره أو حزبه.
هى سلطتك ولعنتك وجوعك الأبدى وتاريخك الذى سيسطَّر فى كتب المدارس المسكونة بأطفال مشوهة أدمغتهم.
أما نحن فلنا ديننا.. ثورتنا.. لنا ذاكرة الدم والغاز.. لنا ذاكرة أطفال شوارع تنام بجوار رءوسنا
طعامهم كان ابتسامتنا لهم وحلمهم كان الاطمئنان بجوارنا.
ثورتنا قام بها عبيد حقل «الذين ما إن رأوا منزل سيدهم يحترق ساعدوا فى حرقه»
لا عبيد منزل «الذين إن مرض سيدهم، قالوا: سيدنا هل نحن مرضى؟»
كنا عبيد حقل وما زلنا
أصواتنا الآن قليلة
«لأنه من المفهوم أن عبد الحقل يموت سريعا، سواء لأن سيده غضب عليه فقرر قتله، أو أن الأمراض النفسية والجسدية أتت عليه تماما»
أصواتنا تلك تقول أنْ لا تصالح بيننا.
نحن وأنت، طريق طويل
سيسقط فيه منا الكثير
سننكسر.. سنصرخ من الغضب
سننطفئ.. ونعود للإشراق.
لأننا بدأنا الطريق.. ومهما تعثرنا، سنستمر.. وإن صلبنا، سنبعث أشباحا تؤرق مضاجعكم
نحن مجرد دعاة الثورة.. شهدنا بدايتها
ولا يعنينا أن نشهد نهايتها وانتصارنا
كل ما يعنينا هو أن يظل الإيمان فى القلوب بالطريق والثورة
ولا يتحرك هذا الإيمان أبدا».
مرة أخرى: على جثتنا أيها القيصر
أعادتنى كلمات مالك إلى سطور نشرتها فى هذا المكان صبيحة الثالث من فبراير من العام الماضى ودماء شهداء موقعة الجمل لم تزل ساخنة على أرضية الميدان، هذا بعضها:
انعم بطيب الإقامة ورغد العيش فوق جثثنا
استمر شهورا وسنوات أخرى واشرب نخب سلطتك من جماجم شعبك.
هل أعجبك المذاق؟
اشرب أكثر واستمتع فداؤك ألف مصر ومصر
فداؤك ألف شعب وشعب..
المهم أن تستمر وتبقى وتحيى فوق أجساد بناتنا وأمهاتنا.
واصل لعبتك المجنونة..
مارس رقصتك الأخيرة
اصنع من جلودنا وعظامنا خشبة لمسرحك
وامش فوق رقاب الجميع بنعليك.. المهم أن تستمتع..
استمتع أكثر وانعم بطيب الإقامة
اشرب أيها القيصر وقل لى: هل أعجبك طعم دم شعبك؟
أتريد المزيد؟
أطلق مزيدا من كلاب الصيد فلا تزال هناك أكثر من فريسة
تخير ما شئت اذبح واسلخ
واملأ مزيدا من الجماجم بالدماء
اشرب سيدى واطرب.