مارادونا.. الأسطورة
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الإثنين 5 يوليه 2010 - 10:10 ص
بتوقيت القاهرة
دييجو مارادونا.. ساحر الكرة العالمية، ونجم فريق الأرجنتين القومى، وراقص التانجو البارع، صاحب أجمل هدفين فى تاريخ كرة القدم، حينما اهتزت لهما شباك الفريق الإنجليزى العتيد فى كأس العالم عام 1986.
اللاعب الأسطورة ابن الحى الشعبى الذى سطع نجمه عاليا فى سماء بلاده فأصبح معبود الجماهير ومثلا يتمنى أن يصل إليه كل شبابها. ناله من الحظ والشهرة ذات القدر من الفضائح والمعاناة. أُبعد عن الملاعب لإدمان الكوكايين. حاول العودة بعناد لكنه فى البدايات فشل فى أن يقلع عن المخدرات، فأضاف إليها إدمان الكحوليات وترك العنان لوزنه حتى أصبح يتحرك بصعوبة تحت وطأة مائتين وخمسين رطلا من الشحم.
أوشك نجمه على الأفول حينما خانه جسده الذى استسلم للأمراض الضارية، الالتهاب الرئوى والأزمات القلبية حتى إن صحيفة الأرجنتين الأولى حجزت فى طبعتها الأولى يوما مكانا تنعيه فيه للعالم.
فما الذى كان من شأن السحر والساحر؟
تجددت الأسطورة ولم تنته بالصورة المأساوية المتوقعة. نهض مارادونا فجأة من صحبة الأموات ورحل إلى كوبا، حيث صديقه كاسترو الذى رسمه بالوشم إلى جانب شى جيفارا على صدره.
أجرى مارادونا عملية تدبيس للمعدة خلصته من مائة وسبعين رطلا من وزنه، واعتزل العالم فى مصحة لتأهيل المدمنين وعلاجهم! امتلك الإرادة التى مكنته من أن يستعيد قدرته على تحقيق أسطورة جديدة بذات البساطة التى تعود أن يسجل بها أهدافا فى فريق الخصم تشعل النار فى هشيم مدرجات الجماهير.
عودة مارادونا مدربا لفريق الأرجنتين المرشح لبطولة العالم الأمر الذى يتطلب لياقة بدنية وذهنية وقدرة على التخطيط والتنفيذ وإحساسا بالمسئولية وعاد بعد كبواته المتكررة انتصارا مذهلا للإنسان، أتابعه بشغف على شاشات العرض.
أتمنى الفوز للأرجنتين فى كل مباراة يلعبها، رغم أن علاقتى بكرة القدم تقف عند حدود الود المفقود. إننى فى الواقع أتمنى أن أرى فرحة الفوز فى ملامح ذلك الرجل الأسطورة الذى انتصر للإنسان فى مواجهة وحش شرس اسمه الإدمان.