لاعبون ممثلون وغشاشون ومهرجون..!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الخميس 5 يوليه 2018 - 8:55 م
بتوقيت القاهرة
** المشهد العام لكأس العالم يقول إن روسيا نجحت فى تنظيم الحدث على أعلى مستوى.. والمباريات حافلة بالمتعة والإثارة. والحضور الجماهيرى مميز وكبير.. لكن هناك سحابة داكنة، محملة بالغش والعنف، من جانب العديد من اللاعبين أمثال بيبى وراموس ونيمار وهندرسون وهارى كين.. وهؤلاء لا يتأثرون من رقابة ملايين عبر الشاشات، ولا يهتمون بوجود 13 كاميرا تبث كل خطأ وكل لحظة إلى غرفة التحكم الخاصة بتقنية الفيديو.. ولا تعنيهم عشرات الاستوديوهات التى تحلل الأداء، والمباريات، وتصب غضبها على مرض الغش الفاضح.. وهذا بجانب عدم إكتراثهم بقرارات الحكم أو حتى بوجوده..
** لقد أثار الحكم الأمريكى جيجر الذى أدار مباراة إنجلترا وكولومبيا انتقادات واسعة، واعتبر موقفه متحيزا للفريق الإنجليزى. خاصة أنه أخرج البطاقة الصفراء 8 مرات ومنها 6 بطاقات للاعبى كولومبيا. كما احتسب ضربة جزاء للفريق الإنجليزى رأها البعض غير صحيحة، ومنهم مارادونا الذى أدلى بتصريحات عنيفة ضد الحكم، قال فيها: «لقد عانت كولومبيا من سرقة ضخمة فى المباراة، الحكم جيجر، وهو أمريكى، يعرف قواعد لعبة البيسبول، وليس تلك الخاصة بكرة القدم، إنه لص»!.
** رفض الفيفا تصريحات مارادونا. لكن السحابة القاتمة السوداء تخيم على سماء الأداء والجمال واللعبة فى روسيا حيث يجتمع العالم للاحتفال ببهجة كرة القدم، وإذا ببعض اللاعبين يفسدون الحفل بما يمارسونه من غش وعنف.. ومن مظاهره أن يسقط البرتغالى بيبى أو الإسبانى راموس بلا سبب وبلا خجل، وأن يدعى نيمار أنه تعرض لاعتداء غاشم دون أن يمسه المنافس. وأن يضرب هندرسون لاعبا كولومبيا برأسه، ويراه الحكم ويتظاهر بأنه لا يراه.
** لا شك أن تقنية الفيديو زادت من قدر العدل فى ملاعب روسيا وفى كرة القدم، وباتت لعبة مثيرة تعجب بعض الجمهور الذى ينتظر قرار مجموعة المحلفين، الذين يلجأ إليهم قاضى المباراة طالبا المساعدة.. لكن هل التقنية خاصة بركلات الجزاء فقط؟ هل لا يحتاج الأمر إلى مساعدة الحكام فيما يرتكبه العديد من اللاعبين من غش وخداع فاضح؟
** مفهوم أن كرة القدم عاشت عقودا طويلة تطورت فيها اللعبة بمساعدة التكنولوجيا، التى أصدرت أحكامها فى بعض الحالات بعد سنين طويلة، كما حدث مع هدف الإنجليزى هيرست فى مرمى ألمانيا بنهائى كأس العالم 1966.. ومفهوم أن أخطاء الحكام ظلمت فرق ومنتخبات، بقرارات مؤلمة وقاسية أطاحت بأمال وأحلام أمم.. لكن الأمر ظل مرتبطا بالجملة الشهيرة: الحكم بشر. وأخطاء الحكام جزء من لعبة كرة القدم».. لكن الحكم يعمل الآن بمساعدة آلات وكاميرات بما خفف عنه ورفع عن كاهله عبء أنه بشر يصيب ويخطئ.. فكيف يترك الفيفا لاعبين مهرجين غشاشين فى سيرك كبير؟!
** حين سئل ساوث جيت المدير الفنى لإنجلترا من قبل صحفى روسى فى مؤتمر صحفى عن سلوك بعض لاعبيه العنيف فى مباراة كولومبيا قال: «نلعب الآن كرة القدم بالقواعد نفسها التى يلعب بها العالم»..!
** صحيح.. لم يعد اللاعب الإنجليزى يمسك بكتاب الأخلاق الحميدة وهو يخوض المباريات كما كان الحال، ولم يعد كثير من الفرق ومن اللاعبين ومن المدربين أيضا يسعى للحظة المجد، ولو كانت على كتف المنافس، أو بطعنه فى ظهره.. إنها أخلاق الشارع، وأخلاق بعض الدول أيضا، التى تبحث عن الكبرياء فى ساحات كرة القدم بالغش وبالتهريج!
** تلك سحابة سوداء تفسد مناخ كرة القدم!