تكلفة تكنولوجيا «الفار» الباهظة!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأربعاء 5 سبتمبر 2018 - 10:40 م
بتوقيت القاهرة
** قال الفيفا بعد انتهاء كاس العالم فى روسيا أن قرارات الحكام حققت نسبة 99.3 % صحيحة بعد استخدام تقنية الفيديو (الفار)، وكانت النسبة قبل الاستعانة بالتكنولوجيا تصل إلى 93 %، ومنذ عام 2010 بدأت أحلام الاستعانة بالفيديو فى مباريات كرة القدم، وجرت تجربتها فى نيوزيلندا وأستراليا والولايات المتحدة ثم فى كأس القارات بروسيا عام 2017. وبالتحديد كانت التجربة الأولى للتكنولوجيا الجديدة فى الدورى الأمريكى، فى لقاء جمع بين الفريقين الرديفين لنيويورك ريد بولز وأورلاندو سيتى فى أغسطس 2016، وبعد هذه التجربة تم إحضار تقنية الفار للدورى الأسترالى ودورى المحترفين الأمريكى.
** استخدمت تقنية الفيديو بعد ذلك فى عدد من الدورات الدولية مثل كأس العالم تحت 20 عاما، وكأس القارات 2017، ثم استخدمت فى موسم 2017 ــ 2018 من بعض الدوريات الأوروبية فى إيطاليا وألمانيا والبرتغال، كذلك استخدمت التكنولوجيا الجديدة فى نصف نهائى كوبا ليبارتادوريس 2017. ولكن الاتحاد الدولى لكرة القدم قرر فى 5 مارس 2016 بدء إجراء تجارب على تقنية الفيديو لإقرارها فيما بعد، وبالفعل طبقت فى بطولات رسمية واعتمدت ضمن قانون ولوائح كرة القدم..
** تقنية الفيديو مكلفة جدا.. وتحتاج إلى مستويات تكنولوجية رفيعة المستوى، وفى المباراة الواحدة تعتمد التقنية على (33) كاميرا، منها (8) لإعادة اللقطات بصورة بطيئة، و(4) كاميرات لإعادة مواقف ولقطات بصورة أبطأ بالإضافة إلى كاميرتين لضبط حالات التسلل وسيكون مشاهدة إعادة كاميرتى التسلل لحكام تقنية الفيديو فقط، وفى البطولات والمباريات الكبرى تجرى إضافة كاميرا خلف كل مرمى تستطيع الإعادة البطيئة مما سيمكن حكام الفيديو من مشاهدة لقطات الإعادة بصورة واضحة.. وجزء كبير من تلك الكاميرات لا علاقة له بكاميرات النقل التليفزيونى، وهى وحدها يمكن أن تصل إلى ما يقرب من 40 كاميرا.. فأين يمكن ترتيب ذلك وتطبيقه فى الكرة المصرية وفى ثلاث أو أربع مباريات فى وقت واحد أو حتى فى مباراتين فى وقت واحد؟
** فى بطولة كأس العالم الأخيرة بروسيا استخدمت تلك التقنية وحققت نجاحا كبيرا كما قال الفيفا، وكانت كل مباراة تحظى بتلك التقنية، فيما ترتبط الملاعب على مسافاتها البعيدة بمركز الفار فى العاصمة الروسية موسكو. وهذا المركز مربوط بالملاعب بألياف اتصال.. وهذا بخلاف أجهزة مساعدة فى المركز نفسه.. وهذا كله يمثل تكلفة باهظة. وما أعنيه بالتكلفة الباهظة لاستخدام تقينة الفيديو، هو التكلفة الاستثمارية، أى تكلفة تأسيس النظام نفسه بما فيه من كاميرات، وسيارات البث، وروابط الاتصال بغرفة التحكم المركزية، وهذا بالإضافة إلى تكلفة التشغيل للمباراة الواحدة والتى يمكن أن تصل إلى ثلاثة ملايين دولار.. فهل يمكن تطبيق ذلك فى الكرة المصرية الآن؟
** إنها تكلفة تفوق قدرات الاتحاد وتفوق قدرة الصناعة بوضعها الحالى. والتكنولوجيا المطلوبة غير متوافرة حاليا فى حقل الرياضة المصرية. وبالطبع نريد ونتمنى ونحلم أن تدخل كرة القدم عصر العلم لكن قبل ذلك لن يكون هناك علم دون مذاكرة وقراءة ودراسة وبحث وتفكير، والأسوأ أن ترفع شعارات بعيدة عن الواقع وتبدو خيالا محضا.
** وعلى الرغم من هذا كله، سبق أن قال بييرلويجى كولينا رئيس لجنة الحكام بالفيفا: «ستبقى هناك حالات ليس لها إجابة نهائية».. !