واندمج جمهور الأهلى مع الزمالك
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الإثنين 5 أكتوبر 2015 - 6:05 ص
بتوقيت القاهرة
** هارد لك للزمالك.. ومبروك للنجم الساحلى التونسى تأهله إلى نهائى الكونفيدرالية.. كل رياضى يختصر المباراة ونتيجتها فى تلك الجملة، التى تعلى من قيم الرياضة. وكان أداء الزمالك ممتازا فى الشوط الثانى. لعب وتحرك وتنوعت هجماته، وزادت قوة جبهته اليمنى باشتراك مصطفى فتحى الذى تأخر اشتراكه.. وتألق كهربا بسرعته ومهاراته، وأراه صفقة الموسم.. فهو لاعب يساوى عزف الكمان الصولو فى فرقة موسيقية.. فى حركته وتحركه هذا العزف الجميل.. ولكننى أنصحه هو وغيره من اللاعبين المتحمسين، بالكف عن تلك الوعود التى يطلقونها بعد الانتصار أو الانكسار.. فقد قال كهربا عقب المباراة : « أعتذر لجماهير الزمالك وأعدهم بإحراز كأس السوبر ».. ماذا يحدث لو أخلفت وعدك؟ وهل تضمن تحقيق هذا الوعد؟ ولماذا أصلا تعد بذلك ؟!
** تألق أيضا طارق حامد، وكاد يسجل ويطبع قدمه فى كل شبر بالملعب. وهو يدافع ويهاجم. يستخلص الكرة ويمررها.. أين كان طارق حامد فى الموسم الماضى ؟.. تحسن أداء حازم إمام وعمر جابر فى الشوط الثانى. أداء الفريق تحسن كثيرا فى هذا الشوط حين قرر اللاعبون أن يلعبوا الكرة، ويتخلصوا من توترهم وعصبيتهم التى كانوا عليها فى الشوط الأول. وهو ماصبغ الأداء بالعنف والعشوائية، وكان غريبا أن يتسبب هدف كهربا المبكر فى هذا التوتر، بدلا من التركيز والهدوء والتمرير والاختراق.. صحيح لم يسجل باسم مرسى، ولكنه تحرك جيدا وفتح مساحات فى دفاعات النجم، وهو كاد يسجل على أى حال فى الشوط الثانى.. حين فلت من حراسه بدفاع الفريق التونسى..
** لم يخرج الزمالك من البطولة فى مباراة العودة. ولكنه خرج من سوسة.. وكان فى أسوأ حالاته فى العامين الأخيرين. فلم تعد الحسابات القديمة، تصلح للاستناد عليها، وهى الحسابات الخاصة بمايسمى: « تحقيق أفضل نتيجة والاحتفال عند الخسارة بهدف. لم تعد البطولات القارية أسيرة تلك الفكرة التى تعتبر المباراة مدتها 180 دقيقة، شوط هنا وشوط هناك. تغيرت تلك الأفكار القديمة، ونحن نردد ذلك منذ سنوات، فقد انتهى زمن السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضى. ربما تحدث أحيانا طفرات، إلا أن القاعدة الآن هى اللعب من أجل الفوز خارج الأرض، ومايختلف فقط هو الأساليب وتكتيك هذا اللعب.. فكيف تهاجم خارج ملعبك، ثم تهاجم بتكتيك مختلف على ملعبك..
** إن أداء فرق كرة القدم مثل فرق المسرح.. فكلما ارتفع مستوى العرض، علت أصوات التصفيق والإعجاب. ويحدث هذا الاندماج الراقى بين الممثلين وبين المتفرجين.. حدث ذلك فى المباراة . فلم يندمج جمهور الفريق وحده، وإنما شاركه الكثير من جماهير الأهلى.. تجلت الروح الرياضية فى تلك اللحظات التى شعر فيها المشجعون بجدية الزمالك وروحه العالية واقترابه من الفوز بالتأهل.. نعم بدأ الجمهور اللقاء بالشك، وتوقع الخروج، وبعضه انتظر هزيمة الزمالك، إلا أنه بمضى الوقت وتوالى الأهداف حدث هذا الاندماج، وبدا أننا أمام فريق واحد يلعب بروح واحدة، ومن أجل هدف واحد .
** إن ماجرى على مسرح المباراة كان مثل حلم يقظة يوشك أن يكون حقيقة.. إنها دراما كرة القدم الجميلة..