مبروك للوداد لقبه الثانى وهارد لك الأهلى ضياع فرصة الفوز باللقب التاسع.. وقد ضاع هذا اللقب فى برج العرب.. ضاع بالنتيجة وليس بالأداء الذى فرضته طبيعة المباراة ومكانها، فالأهلى كان عليه أن يمتلك المباراة ويهاجم بينما الوداد عليه أن يدافع، وقد دافع بالفعل وبطريقة فيها الكثير من الاحتراف، فالفريق لم يفقد ثقته بنفسه حين تقدم الأهلى يومها بهدف مبكر..
فى الدار البيضاء ظهرت شخصية الأهلى، نعم ظهرت على الرغم من تلك الحفلة التى أقيمت ضده وضد حسام البدرى، فقد هاجم الفريق وضغط وتنوعت اختراقاته. أجايى فى اليسار وعبدالله السعيد يدخل الصندوق المغربى ومؤمن جبهة يمنى هجومية وأهدر هدفا لا يضيع أما أزارو فهى ليست مباراته لضيق المساحات ولضيق صدره بهجوم المغاربة عليه.
تلك الحفلة التى عزفت فيها ألحان الغضب المقبول، وعزفت فيها ألحان الشماتة والكراهية غير المقبولة كانت ستتحول إلى حفلة إعجاب وانتماء وانحناء لو كان الأهلى خرج فائزا بهدف مؤمن المهدر. كانت ستصبح حفلة حتى لو لعب الأهلى فيما تبقى من المباراة بطريقة والله زمان ياسلاحى.
أجرى حسام البدرى تغييرا بخروج فتحى وبقاء مؤمن لأنه احتاج مقدمة هجومية فى بطولة يقترب من خسارتها. وكان مصيبا فى ذلك على الرغم من تألق فتحى. وأشرك متعب تحت إلحاح جماهيرى قديم وظنًا بأنه، أى متعب، صاحب أهداف اللحظة الأخيرة، ولم يكن قرار البدرى صائبًا.. لكنها فى المجمل كرة القدم بنتائجها وانتصاراتها وانكساراتها.. وإذا كان الجمهور دائما سريع الغضب والاشتعال وتحكمه النتيجة فهذا لا يجوز لمن يتصدون لكرة القدم بعمق.
بذل لاعبو الأهلى جهدا بدنيا إضافيا لأنه كان عليهم المبادرة بالهجوم بحثًا عن الهدف وعليهم أيضا الدفاع لحماية مرماهم من هدف.. وقد اهتزت الشباك.
نتيجة خطأ دفاعى متكرر فى الكرات العرضية وحراسة المرمى.. فالمنطقة الخاصة باليردات الست هى ملك خاص للحارس ولا يجب أن يسمح لمهاجم ان يخترقها بقدمه أو برأسه أو بأظافره.. على الأقل عليه أن يحاول التصدى! الحكم هو الأول فى إفريقيا واحتسب ٣ دقائق وقتا إضافيا وتخلى عن وقت التغييرات ووقت الشماريخ التى عكرت الأجواء.. وفى ذلك يكون متعمدا وليس مجرد خطأ فى التقدير..
لا يعنى كلامى هذا أن الأهلى كان يمكنه أن يلعب ١٠ دقائق أخرى ويتعادل. لم يكن ذلك واردا أو مضمونا حتى لو لعب ١٠ أيام إضافية نظرا لدفاعات الوداد الصلبة والذكية وأهمها خنق منطقة الجزاء أمام الأهلى وتلك منطقته الهجومية التى يصطاد منها خصومه.
حزنت لخسارة الأهلى لأنه فريق مصرى وأدى ما عليه فى مواجهة فريق قوى ومحترم ومحترف.. بينما يمكن ان يلعب فريق مصرى آخر مباراة ويستحق النقد على صورة الاداء السلبية التى قدمها وتجد من يجتر تلك الهزيمة بعد سنوات ويحاول ان يقدمها لنا كدواء مر علينا تجرعه.
ومن أسف جدا ان يفسر ذلك الحزن لخسارة الأهلى وهو فريق مصرى بأنه انتماء لهذا الفريق.. كقاعدة فى أذهان مشوشة بأن كل كاتب أو ناقد يجب ان يكون مشجعا، ويفتح باب هذا الظن مجتمع قائم على الشك وليس اليقين.. ويا له من أمر مؤسف سيطول بطول الزمن!!.