مكاسب المتطرفين فى سوريا

ديفيد إجناشيوس
ديفيد إجناشيوس

آخر تحديث: الأربعاء 5 ديسمبر 2012 - 10:07 ص بتوقيت القاهرة

أعلن قادة المعارضة السورية عن ارتفاع يثير القلق فى أعداد المقاتلين من «جبهة النصرة» وهى جماعة متطرفة ترتبط بالقاعدة. ولدى جبهة النصرة الآن ما بين ستة آلاف وعشرة آلاف مقاتل، وفقًا لمسئولين من المنظمة غير الحكومية التى تمثل الجناح الأكثر اعتدالا من جيش سوريا الحر. وهم يقولون إن هذه المنظمة التابعة للقاعدة، تمثل الآن ما يتراوح بين 7.5 فى المائة وتسعة فى المائة، من إجمالى مقاتلى جيش سوريا الحر. بارتفاع حاد عن نسبة ثلاثة فى المائة قبل ثلاثة شهور ، وواحد فى المائة عند بداية العام.

 

 

وعلى نحو ما، يعزى نمو الجماعة المتطرفة إلى أنها الذراع الأكثر جرأة ونجاحا للقوة المتمردة. وتقول رسالة بعثها الممثلون المعتدلون للجيش السورى الحر يوم الجمعة لوزارة الخارجية، محذرة من صعود المتطرفين: «بناء على التقارير التى حصلنا عليها من الأطباء، فإن معظم القتلى والمصابين من الجيش السورى الحر، ينتمون إلى جبهة النصرة، بفضل شجاعتهم، وكونهم دائما فى الصف الأول (وهذه حقيقة)».

 

••• 

 

ويعتبر تقدير الأعداد صعب للغاية، نظرا لطبيعة المعارضة المتناثرة وغير المنظمة. غير أنها تستند إلى تقارير مفصلة عن الميدان أعدتها المجالس العسكرية لجيش سوريا الحر، وهى أقرب إلى بنية قيادة منظمة بين المتمردين. وقد عرضت المنظمة غير الحكومية التى تمثل المعتدلين السوريين، فى التقارير المرسلة من هذا الأسبوع إلى وزارة الخارجية، بيانًا تفصيليًا عن زيادة أعداد المتطرفين:

 

ــ فى حلب؛ تعتقد أن قوة جبهة النصرة، تتراوح حول نحو ألفى مقاتل، معظمهم فى منطقة الباب، شمال شرق المدينة. ويعتمد هذا التقدير جزئيا على تقارير من طبيب فى المنطقة، تولى علاج المصابين من المقاتلين. ويبلغ إجمالى وجود جيش سوريا الحر فى منطقة حلب، نحو 15 ألف مقاتل.

 

ــ وفى محافظة إدلب، غرب حلب؛ تتراوح قوات جبهة النصرة بين 2500 شخص وثلاثة آلاف شخص، أى نحو عشرة فى المائة من مقاتلى جيش سوريا الحر هناك.

 

 ــ وفى دير الزور؛ نحو شمال الشرق، يبلغ عديد الجماعة المتطرفة ألفى فرد من بين إجمالى 17 ألف فرد إجمالى قوات جيش سوريا الحر وفقا للتقارير. وذكرت التقارير أن من بين أكثر عمليات جبهة النصرة أهمية، الاستيلاء مؤخرا على حقل الورد للبترول، وحقل كونكو للغاز.

 

ــ وفى دمشق، تتراوح قوة جبهة النصرة بين 750 فردا وألف فرد. وينتشر نحو ألف مقاتل آخرين، عبر أنحاء البلاد، فى اللاذقية شمال غرب سوريا، وحمص فى الوسط، ودرعا فى الجنوب.

 

وترسم التقارير، صورة لقوة التمرد غير المنظمة، يملأ فيها المتطرفون الفراغ الذى يسببه عدم وجود واضح لبنية الضبط والسيطرة. ويلاحظ أحد التقارير المرسلة إلى وزارة الخارجية أن «الجماعات المتطرفة، تندمج فى بعض المناطق مع جبهة النصرة، وتركها الكثيرون فى مناطق أخرى، لأنها لم تف بتعهدات الدعم» ويضيف: «وفى بعض المناطق، تندمج جماعات متطرفة أخرى، فى فوضى ساحة القتال السورية؛ وتأتى كتائب أصغر من الضواحى المجاورة، أو البلدات الصغيرة، لتجمع القوات مع جماعات أكبر فتشكل كتائب، معظمها بقيادة متطرفين. ويواصل التقرير التوضيح: «ويعنى هذا، المزيد من (اندماجات) الجماعات المتطرفة، داخل جبهة النصرة، لتصبح اكثر ارتباطا بها. وتؤتى المخاطرة ثمارها، حيث يمثل هؤلاء أعلى معدلات الزيادة».

 

•••

 

وقد وصفت رسالة، أرسلت فى وقت سابق هذا الاسبوع من ممثلى الجيش السورى الحر، الاستخدام الجديد للصواريخ المضادة للطائرات فى إسقاط طائرة هليكوبتر سورية. «من المثير، أن تراه (السلاح المضاد للطائرات) يعمل أخيرا. أما الخبر السيئ فهو أن ذلك لم يكن من خلال الولايات المتحدة، ولكن من قواعد للنظام سقطت فى أيدى كتائب الجيش السورى الحر. والخبر السيئ الآخر؛ انها ليست تحت سيطرة أو إشراف قادة المجلس العسكرى».

 

 وواصلت هذه الرسالة، التى أرسلت يوم الثلاثاء: «نحن نشعر، بالإرهاصات، فالوقت بات يقترب، وسقوط الأسد يلوح فى المستقبل القريب جدا».

 

ومع اكتساب المتمردين لقوة الدفع، يبدو أن غنائم الحرب ستؤول إلى الجماعة المتمردة التى ستحتل قاعدة معينة للجيش السورى. وهذا أحد عوامل تعزيز النمو السريع لجبهة النصرة، التى تتميز بتفانى مقاتليها. ويقول مسئول المنظمة غير الحكومية، التى تمثل مقاتلى الجيش السورى الحر المعتدلين، إنها توفر القوى البشرية، والأسلحة، ونتيجة لذلك: «سوف يحصلون على جميع الخيرات: الشهرة، والاعتراف».

 

(2012) جماعة كتاب الواشنطن بوست . كل الحقوق محفوظة . النشر بإذن خاص.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved