مباراة السودان أفضل مباريات المنتخب منذ عام 2019
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأحد 5 ديسمبر 2021 - 8:25 م
بتوقيت القاهرة
كيروش أسقط نظرية اتهام لاعب أو اسم
أو مدرب بالمسئولية عن الإخفاق الجماعى لفريق!
4 لاعبين فى التشكيل لأول مرة أو تغيرت مراكزهم وكان المستوى الجماعى جيدًا
مباراة الجزائر اختبار قوة..
ويجب مراعاة الحالة الفنية للمنتخب السودانى الذى يعانى من آثار مشروع «الكرة الجماهيرية القديم»!
** مبروك للمنتخب، إنها حقا مباراة محترمة، مبروك على الأداء قبل الفوز الكبير الذى تحقق على منتخب السودان الشقيق. فالمسألة أولا هى كيف نلعب وليست بكم هدف فزنا؟!
** فى مقالات وفى برامج عديدة كنت دائما أركز على أن القضية ليست لاعبا مكان لاعب، وليست اسما مكان إسم، ولكن المشكلة هى الأداء الجماعى للمنتخب، ولأى فريق. وقد أثبت تشكيل كيروش الذى لعب به أمام السودان تلك الحقيقة المؤكدة. وفى تلك المقالات والبرامج أوضحت أن هناك فارقا بين أمرين:
** الأول: أن الاسم يكون مؤثرا إذا غاب عندما يكون صلاح.
** الثانى: أن الاسم يكون مؤثرا إذا كانت المباراة متكافئة وبها ندية بين طرفين على نفس القدر بالقوة، ولا يكون مؤثرا ولا قيمة له حين تكون السيطرة لطرف على حساب طرف لأن ذلك يعنى خللا فى الفريق، وفى الأداء الجماعى!
** كان تشكيل كيروش مفاجأة كبيرة. وقبل اللقاء دارت التساؤلات كيف ولماذا وأين؟ إلا أن الأسماء التى شاركت فى مراكز جديدة بالمنتخب نجحت بامتياز لاسيما فى كل الشوط الأول، وبعض الشوط الثانى، وهم عمر كمال، أيمن اشرف، حسين فيصل، أحمد رفعت، ولم يختل أداء المنتخب بمشاركتهم، بل على العكس، ارتفع مستوى الاداء. وهذا ما أردت وما سجلته منذ فترة طويلة. القضية هى الأداء الجماعى أولا. وأذكر حضراتكم ببعض ذلك نصا:
** لأن المهارات الجديدة الجماعية مفقودة، تعلق الإخفاقات للأسف على لاعب واحد أو مدرب، أو حتى على الاتحاد.. وهنا أتساءل: هل غياب عبدالله السعيد عن مستواه فى مباراة أنجولا هو السبب فى الأداء السلبى للمنتخب فى الشوط الأول؟ وأين باقى اللاعبين؟ أين بناء الهجمات بالتمرير من الخطوط الخلفية؟ أين الضغط؟ أين تضييق المساحات أمام لاعبى أنجولا؟ هل يسأل عبدالله السعيد وحده على ذلك؟ القضية ليست لاعبا دخل التشكيل أو لاعبا خرج من التشكيل.. وإنما هى فلسفة الأداء الجماعى وقدرة اللاعبين الجماعية ومهارات المنظومة الدفاعي ة والمنظومة الهجومية. فكرة القدم ليست لعبة فرد، وكرة القدم ليست لعبة مركز أو خط دفاع. وخط وسط وخط هجوم.. هى لعبة أصعب وأعقد من هذا التبسيط الذى يعود بنا إلى عصر الكرة القديمة..
** المهم عند تحليل هذا الفوز الكبير لابد من مراعاة ما يلى:
1ــ مباراة مصر أمام السودان هى أفضل مباريات المنتخب منذ عام 2019.
2ــ يجب حساب الحالة الفنية لمنتخب السودان، وأنه لعب ناقصا لاعبين وقتا طويلا، كما أن الكرة السودانية عانت كثيرا ومازالت منذ بدعة الكرة الجماهيرية فى سبعينيات القرن الماضى أيام الرئيس الراحل نميرى.
3ــ هدف أحمد رفعت الرائع، والمبكر رفع معنويات اللاعبين، ومنحهم الثقة، التى ظلت تائهة منذ مباريات الجابون وأنجولا الأربع هنا وهناك.
4ــ من مظاهر قوة أداء المنتخب وجود ظهيرين «حريفة» عندهما نزعة هجومية، وهما عمر كمال، وفتوح، فكانا معظم الشوط الأول جناحين طائرين ومساندين لرفعت وزيزو، وكانا لاعبى وسط مهاجمين أكثر منهما ظهيرين، وترتب على ذلك زيادة عدد مجموعة الهجوم المسلحة بالمهارات العالية، بحسين فيصل. وكل اسم من هؤلاء فاز فى الصراع الفردى والإشتباك على نظيره من منتخب السودان، وهو ما أنتج انتصارا جماعيا فى الصراع الجماعى أيضا. خاصة مع سرعة الإيقاع
5ــ التحرك الجيد من أهم أسباب الفوز والأهداف. فبعد فاصل مهارات رفعت وحسين فيصل، كان الونش قلب الدفاع فى قلب منطقة الدفاع السودانية وسجل هدفا مباشرا وجميلا.
6 – من مظاهر الأداء الجيد أيضا ترابط الخطوط، وتقارب المسافات بين اللاعبين، وتحرك المنتخب فى كتلة واحدة (30 مترا) وممارسة الضغط العالى فى ملعب السودان، والضغط الحتمى فى ملعبنا. وامتلاك الكرة واستردادها سريعا عند فقدها. فمن أسف أن الفريق لم يكن يجد الكرة أو يصل إليها فى مباريات سابقة أمام فرق أضعف منه، وكان ذلك أمرا لا يمكن قبوله، وهناك تسجيلات لمن نسى!
7ــ كان يجب اللعب بقوة وشراسة فى نهاية المباراة لإضافة الهدف السادس، ليكون الفوز الكبير رسالة واضحة، ويكون أيضا صدارة للمجموعة. إلا أن التغييرات تأخرت، ولم تكن جيدة. وتحفيز اللاعبين لم يكن كاملا من الجهاز. وبذلك أهدر المنتخب انتصارا أكبر.
8 – هناك فارق كبير بين اللعب أمام فريق يدافع فقط ويؤدى المهمة جيدا، وبين مواجهة فريق يدافع ويهاجم ويؤدى الشقين بصورة جيدة. كما حدث عند مواجهة المنتخب للبنان، ففزنا بضربة جزاء وكما فعل أيضا الفريق اللبنانى أمام الجزائر الذى فاز فعليا بضربة جزاء قبل تسجيل هدفه الثانى بهجمة مرتدة متقنة. لكن مواجهة الجزائر مختلفة، فهى من النوع الثانى، الذى يتطلب تكاملا بين الواجبين الدفاعى والهجومى. وهذا هو اختبار الجودة والقوة الحقيقى.
** ويبقى أن النقد الذى نوجهه للمنتخب أو أى فريق، هو مرتبط بالأداء فى مباراة محددة، وقد يقدم الفريق نفسه مباراة وأداء أفضل فى المواجهة التالية.. فالتقييم الكامل يتطلب فترة مستقرة وكاملة، تتضمن إعدادا وتحضيرا وصناعة وجوه جديدة، وأصعب المهام أن يفعل المدرب ذلك خلال بطولات متوالية ومباريات رسمية، نتيجة الإخفاق الإدارى والفنى فى إعداد برنامج محدد باستراتيجية ورؤية للمستقبل، وهو أمر آخر تفتقده المنتخبات المصرية وخاصة المنتخب الأول!