الأردنيون أمام امتحان الترهيب النفسى
صحافة عربية
آخر تحديث:
الجمعة 6 فبراير 2015 - 7:50 ص
بتوقيت القاهرة
عامر السبايلة
لا يمكن النظر إلى الطريقة التى اختارها تنظيم داعش لاغتيال الطيار الاردنى البطل الا من زاوية رغبة التنظيم بضرب الداخل الاردنى ونشر حالة الترهيب وإشاعة الرعب النفسى فى آفة مكونات المجتمع الاردنى، وافراد ومنتسبى المؤسسة العسكرية الاردنية. هذا الحدث يعد الامتحان الحقيقى الاول من سلسلة امتحانات محتملة قادمة قد يكون الداخل الاردنى على موعد معها فى الايام القادمة.
اردنيا لابد من اتخاذ خطوات سريعة فى اطار مواجهة هذه التنظيمات الارهابية وأفكارها وأدواتها وكل مناخات تشكلها فى الداخل الاردنى. الاردنيون بأمس الحاجة إلى خلق حالة اجماع وطنى على شكل استراتيجية مكافحة ارهاب شاملة ترسم خطوات مكافحة الارهاب القادمة بطريقة عملية وممنهجة بعيدا عن ردود الفعل والتحرك العشوائى.
اما مواجهة الارهاب المحيط بالاردن من كل الجهات فإن مواجهته اليوم تتطلب تشكيل حلف عربى من الدول التى تؤمن بضرورة مواجهة هذه السرطانات المستشرية ووأد مشاريع تفتيت الدول العربية التى باتت هذه الجماعات تشكل ذراعها التنفيذى. تشكيل هذا الحلف هى أولوية عربية خالصة، بعيدا عن موضوع التحالف او الولايات المتحدة ورؤيتها وتوجهاتها على وجه الخصوص. اولويات المواجهة مع هذا التنظيم تقتضى تشكيل حلف عربى متعاون ومدرك لحجم الاخطار التى باتت تواجه الجميع.
اليوم الدولة الاردنية امام امتحان ادارة ازمات غير مسبوق، وامام تحديات اقليمية متعاظمة تستدعى تحرك غير تقليدى وتفكير اردنى خاص يأخذ بعين الاعتبار تطورات الواقع الجغرافى وخطورة مواقف بعض الدول الاقليمية على الامن الوطنى الاردنى. مما يعنى ان الاردن بحاجة لتغير قواعد اللعبة وفرض رؤية تعبر عن مصالح الدولة الاردنية والبحث عن تحالفات تخدم هذه الرؤية. اغتيال الطيار معاذ الكساسبة بهذه الطريقة حرر المؤسسة العسكرية من كثير من المحددات، وحرر السياسة الاردنية من كثير من الالتزامات ويضع الاردن فى زاوية تستدعى ان تكون البوصلة التى تضبط تحركات الدولة الاردنية هى بوصلة المصلحة الاردنية فقط بعيدا عن اى نوع من المجاملات.
على الجميع ان يدرك ان اعدام ارهابيين من طراز ساجدة والكربولى هى خطوة لا ترق بلا شك لحجم الرد المزلزل التى وعدت به المؤسسة العسكرية، لكنها خطوة الرد الافتتاحية فى معركتنا الطويلة القادمة. فالدولة الاردنية لا يجب ان تحتكم إلى اى ردود فعل عفوية، بل إلى نهج واضح وخطوات ثابتة فى اطار المواجهة القادمة.