زمن الأذان فى قبرص
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الخميس 6 مارس 2014 - 7:00 ص
بتوقيت القاهرة
•• كان غريبا جدا أن يتلقى الزمالك خطابا من الاتحاد الأفريقى قبل ساعات من مباراة كابو سكورب الأنجولى يطلعه فيه بأن المباراة بدون جمهور لدواع أمنية.. والأغرب أن ينفى الكاف صدور هذا الخطاب عنه بعد الواقعة بأيام.. وهو أمر يثير الكثير من الشكوك بوجود اتفاق ما أو وقوع الزمالك فى مقلب ما، يذكرنى بقصة شاب لطيف أراد يوما أن يثبت أن الإعلام الرياضى غائب عن عالمه، فقام هذا الشاب بنشر خبر منسوب للرئيس الفرنسى أيام أزمة مباراة مصر والجزائر بتوقيع وكالة أطلق عليه إمعانا فى ترسيخ المقلب: «وكالة سيفون سبورت».
وكان الخبر مقلبا كبيرا شربه بعض الزملاء، ولم أشربه والحمد لله حين وجدته منسوبا لتلك الوكالة؟!
••الاتحاد الأفريقى نفى على موقعه أنه أصدر قرارا بمنع الجمهور من حضور مباراة الزمالك وكابوسكورب.. لعدم وجود موقع على النادى المصرى، وهو مايشير إلى عملية تزوير فى الأمر بهدف ترهيب جمهور الزمالك من حضور المباراة. وهذا أسلوب غير مقبول، فكان الأفضل أن يخرج متحدث من الزمالك يطالب جماهيره بوضوح بعدم حضور اللقاء ويفعل ذلك بشجاعة، فأنتم تختارون لتلك المواقع لمواجهة من يختاركم بالقرارات وبالأخطار بشجاعة، وعليكم إقناع جمهوركم، وإن لم تقدروا، فقد أدت إدارة النادى واجبها وتركت الأمر للأمن.. وفى الوقت نفسه كان على وزارة الداخلية أن تعلن بوضوح عن أسباب منع الجماهير من حضور المباريات، وأن ذلك تحسبا لعمليات إرهابية تستغل الجموع والصورة المنقولة على الهواء للملايين لبث رسالة خوف ورعب وعدم استقرار أمنى إلى الخارج والداخل فلايجب أن تكتفى وزارة الداخلية ببيان يحمل إشارات وتوقعات بوقوع أحداث عنف مدبرة.. كما أنه طالما استمرت جماعات الأولتراس فى عمليات العنف والاقتحام والسباب غير المبرر حتى لو كان للماضى، فإن حرمانهم من المدرجات يعد حماية لهؤلاء الشباب من كارثة أخرى تنتج فى أقل أحوال الخطر من التدافع..؟
••كيف قبل الزمالك بخطاب غير موقع من أى مسئول بالكاف، وغير مختوم بختم الكاف.. وكيف شربنا جميعا هذا المقلب وصدقنا أن مثل هذا الخطاب يمكن أن يكون صحيحا ومرسلا بالفعل من الاتحاد الأفريقى قبل المباراة بساعات.. وقد تلقاه الزمالك عبر اتحاد الكرة؟
••تلك أسئلة تحتاج إجابات، وبرجاء عدم تجاهلها بحجة «اللى فات مات».. وبرجاء عدم تقديم إجابات تخرج منها بدون إجابة واحدة واضحة.. «يخرب عقل كده».. هل كتبت علينا الحياة طول العمر بأسئلة بدون إجابات؟!
••هذا أذان آخر فى مالطا، فقد أهدرنا الوقت فى حوارات الغضب. فى الرياضة وفى السياسة، وفى القانون، وفى الثورة، مضت ثلاث سنوات كانت كفيلة بحل الاحتقان، والقضاء على العنف بكل صوره وبالقانون. مضت ثلاث سنوات كانت تكفى لأن تقدم لنا الجهات المسئولة رياضة جديدة وكرة قدم جديدة وصناعة حقيقية.. الطريق كان طويلا، وشاقا.. وأراه اليوم أطول وأشق بسبب التثاؤب الإدارى، ولأننا أصبحنا نؤذن فى قبرص بعد ألف عام من الأذان..
فى مالطا!!