كورونا صناعة الوهم وتجارة الخوف
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 6 مارس 2020 - 8:15 م
بتوقيت القاهرة
فى يوم الإثنين ٢٠١٣/٤/١٥ وتحت عنوان «على محمد زكى» كتبت فى العمود الأسبوعى لصفحة صحة وتغذية بجريدة الشروق: «إلى أيام قريبة كان اسم الدكتور على محمد زكى معروفا للعالم بأسره بينما لا يدرى أحد فى بلادنا أنه يعيش بيننا ويذهب إلى عمله بكلية طب عين شمس».
كان للشروق سبق تقديمه لأبناء وطنه بعد أن اقترن اسمه باكتشافه لأحد الفيروسات الضارية والذى ينتمى لعائلة فيروسات كورونا. تلك العائلة التى تضم أطيافا من الفيروسات متناقضة الطباع شأنها شأن ما نراه فى العائلات، منها الوديع الذى لا يؤذى إلا بقدر ما يلم بالانسان من نزلات برد عادية ومنها الشرس الذى يهاجم الرئة بضراوة حتى أن تداعيات العدوى يطلق عليها الالتهاب الرئوى الوخيم أو السارس. ما اكتشفه الدكتور زكى هو فرد جديد من تلك العائلة أصدرت بشأنه الصحة العالمية تحذيرا عالميا ومازال البحث عن صفاته هو موضوع الساعة فى مراكز البحث العالمية.
كانت تلك بداية علاقتى بفيروس الكورونا الذى أطلق على عدواه فيما بعد متلازمة الشرق الأوسط التنفسية. الفيروس الذى اكتشفه د. زكى وكان خطأه الذى تسبب فى ترحيله من السعودية خلال أربع وعشرين ساعة أنه كشف عن أمر الفيروس على موقع علمى على الإنترنت الأمر الذى أزعج السلطات السعودية فقد كان الحج على الأبواب.
لقيت الأستاذ الدكتور على محمد زكى فى القاهرة وكان قد عاد ليبدأ العمل بجامعة عين شمس وكان لنا حوار طويل نشرته الشروق فى حينها، تساءلت فى نهايته عما إذا كان ممكنا أن يبدأ التفكير فى إنشاء معمل له نشاط مشترك مع الجيش أو وزارة الصحة يستكمل فيه د. زكى أبحاثه المهمة؟
بقيت تلك الأمنية التى تمناها د. زكى على بلاده مجرد أمنية لم يحتفل بها أحد ولم يسع إليها مسئول إلى أن ألحت على خاطرى مع تلك الأحداث الوخيمة التى لم تستثن بلدا فى العالم من جراء تفشى عدوى الكورونا من الصين إلى كل أنحاء الكرة الأرضية.
توقفت الحياة فى شرايين العالم الحيوية وأغلقت المطارات وبدأت إجراءات العزل الكامل لمدن وبلاد كإيطاليا التى أعلنت اليوم مطاراتها وحدودها ومدارسها وطلبت من مواطنيها البقاء في منازلهم.
ظهرت صور الحرم المكى الشريف خالية تماما من البشر أثناء إجراءات تعقيم الحرم وتوقفت العمرة وبدأ احتمال إلغاء الحج هذا العام للمرة الأولى فى التاريخ بينما توقفت الصلاة فى بيت لحم نتيجة لاكتشاف حالات فى المدينة العتيقة. المؤتمرات العالمية تلغى والمسابقات الرياضية العالمية تتوقف والدول تغلق حدودها على مواطنيها.
آلة الإعلام الجهنمية تدور لتلقى بموجات متتالية من الرعب والفزع والخوف يعلو مدها على تلك التى روعت العالم يوما حينما داهمه غضب الطبيعة فيما عرفناه للمرة الأولى: «التسونامى».
أصبحنا لا نعرف للعجب حدودا بعد أن أضيئت معالم القاهرة التاريخية باللون الأحمر وحزمت وزيرة الصحة المصرية حقائبها فى طريقها إلى بؤرة العدوى الأصلية فى العالم: الصين!
واقع أقرب إلى الخيال ذلك الذى نعيشه الآن!
أعترف أننى لم أجد صعوبة فى حياتى فى كتابة مقال تماثل ما ألاقيه الآن. مثلى مثلكم جميعا فى حيرة تبلغ حد الصدمة التى تفقد الإنسان توازنه.
اليوم صرح الرئيس الأمريكى السابق أوباما مخاطبا الشعب الأمريكى: لا تخافوا، ابقوا فى بيوتكم. لا تلجئوا للأماكن المزدحمة. غطوا أفواهكم عند العطس.. واغسلوا أيديكم كثيرا!
إذا كانت الوقاية بغسل الأيدى .. فهل يغسل العالم يديه من تلك الاتهامات التى تشير إلى أن وراء تلك الكارثة الإنسانية العالمية مؤامرة تستهدف اقتصاد الصين وتسعى لأن يصبح الاقتصاد العالمى أحادى القطب؟
سلكنا كل السبل للتواصل مع د. على محمد زكى فاكتشفت أنه تخلى عن كل أرقام تليفوناته وعنوانه الذى أعرفه.
فقدت الأمل فى أن أفهم ما يدور على الكرة الأرضية وأظنكم مثلى ..
ليس لها من دون الله كاشفة.