نفحة فرح
الأب رفيق جريش
آخر تحديث:
السبت 6 مايو 2017 - 11:00 م
بتوقيت القاهرة
فرحة كبيرة عاشتها مصر بكل أطيافها مسلمين ومسيحيين فزيارة قداسة البابا فرنسيس رفعت الروح المعنوية وأعطت نفحة فرح للشعب المصرى بعد الحوادث الإرهابية التى عاشتها فى عيد الميلاد وأحد الشعانين، والشعب المصرى كله رحب بالزيارة وتابعها عن قرب وأصغى إلى كلمات البابا خاصة عندما يقول باللغة العربية «الدين لله والوطن للجميع»، وعندما يقول أيضا للرئيس السيسى «الله غير محتاج لأحد أن يدافع عنه أو يحميه، الله هو الحماية لكل البشر»، وعندما يقول فى الأزهر الشريف «الله لم يخلقنا لكى نكون صناع الموت، الله خلقنا للسعادة والحياة»، وعندما يقول لأقباط مصر «الأقباط ليسوا غرباء أو ضيوف، إنهم جزء لا يتجزأ من تاريخ مصر». هذه الكلمات قوية القول عميقة المعنى وجدت صدى عند الجميع وتناقلتها وسائل الإعلام المصرية والعالمية وحللتها وراجعتها مرارا وتكرارا.
من فوائد الزيارة أيضا أن المصريين أعادوا اكتشاف «القطيع الصغير» وهى الكنيسة الكاثوليكية ولكنها قوية وفتية بمؤسساتها التربوية والخدمية والتكوينية التى تبحث عن خدمة الإنسان بدون تمييز فى الدين أو العرق أو الطبقة الاجتماعية أو غيرها ولا يخفى على أحد إسهامات الكثير من أعلامها فى المجال الثقافى والاقتصادى والفنى والقضائى وغيرها.
من فوائد زيارة قداسة البابا فرنسيس لمصر هو التأكيد على كاثوليكية الكنيسة أى «جامعية الكنيسة» وهذا هو معنى «كاثوليك» وأن الكنيسة الكاثوليكية فى مصر لا تصطبغ بصبغة واحدة فى الصلوات والطقوس والتقاليد الكنسية ولكن تمتاز بالتعددية والتنوع وفى الآن ذاته تتمتع بالشركة والوحدة بينها، فسر قوتها فى تنوعها وعلينا أن نحافظ جاهدين على هذه القيمة مع انفتاحها الدائم على الكنائس الشقيقة الأخرى.
من فوائد زيارة البابا فرنسيس بناء الجسور وهذا هو معنى PONTIF باللاتينية أى بانى الجسور وقداسته يمد الجسور مع الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب ومشيخة الأزهر، والاثنان يتفقان على أن الحوار والعمل المشترك هو السبيل لمد هذه الجسور وفضح كل من يستغل الدين لأعمال التطرف والإرهاب.
شكرا لكل الذين ساهموا لإنجاح هذه الزيارة أولهم السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى والحكومة ورجال الأمن والشرطة والجيش.