مصر والقائمة المشينة
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الإثنين 6 يونيو 2011 - 8:48 ص
بتوقيت القاهرة
نشرت مجلة فورن بولسى هذا الاسبوع للكاتب الأمريكى سكوت كارنى تقريرا صحفيا خطيرا عن تجارة الاعضاء فى سوق العالم السوداء، يستند كارنى فى تقريره الى حقائق يبدو انها اصبحت معلنة عن تجارة الاعضاء التى بدأت فى القرن الماضى الذى شهد ارتفاعا ملحوظا فى متوسط عمر الانسان وتم فيه اكتشاف المضادات الحيوية ونقل الدم والاعضاء البشرية، بدأت تجارة الاعضاء مع مشروعين نقلهما من انسان لآخر بناء على حاجة مشروعية يختمها الحرص على فرصة فى الحياة ولكن الأمر تطور الى تلك التجارة الرائجة التى تغيب عنها الاخلاق.
بدأ الحديث حول تلك القضية الاخلاقية المهمة بعد أن القى الانتربول القبض على احد الجراحين الاتراك المتخصصين فى زراعة الاعضاء فى إحدى الفيلات الأنيقة على شاطىء البوسفور فى استانبول.
ترصد الانتربول الجراح يوسف سونميز منذ عام 2008 حتى تم الايقاع به بعد أن سرق كلية مواطن تركى، حدث ان انهار صحيا فجأة فى مطار برستينا فى كوسوفو وادلى بمعلومات عن سرقة كليته بعد عملية جراحية اجراها له. كشفت التحريات عن تلك الدائرة الجهنمية التى تضم سونميز وثمانية آخرين يعملون على استقبال فقراء وسط آسيا وأوروبا فى كوسوفو لينتزعوا اعضاءهم خاصة الكلى مقابل مبالغ زهيدة نسبة لما يتقاضونه من اثرياء السياحة الطبية القادمين من كندا واسرائيل وبولندا من مبالغ قد تتعدى المئة الف دولار.
نقلا عن منظمة الصحة العالمية يؤكد كارنى ان 10٪ من تجارة الاعضاء فى العالم تتم فى السوق السوداء وانه رغم جهود بعض الدول لمكافحة تلك الجريمة الا انها تجد صعوبة شديدة لضلوع الاطباء ومعاونيهم فى المجال الطبى فيها الى جانب براعة البسطاء فى اخفاء معالم جرائمهم. ما يهمنا فى ذلك الحديث الى جانب اهتمامنا الانسانى هو أن الكاتب يستطرد قائلا من السهل الحصول على كلية إنسان حى من رومانيا وملدوفيا ومصر وتركيا بما قيمته ثلاثة آلاف دولار يبيعها سمسار الاعضاء بما يزيد على خمسين الف دولار.
اشارة واضحة لانضمام مصر لقائمة البلاد التى تبيع لحمها الحى فى سوق العالم السوداء.
الواقع أن هناك اشارات محلية سبقت تلك الاشارة العالمية تؤكد أننا اصبحنا نحتل موقعا مهما فى تلك الشبكة العالمية المشينة. حوادث عديدة مرت بلا مساءلة تثبت تورط مستشفيات خاصة ومعامل وأطباء وجراحين ومعاونين لهم. وسرقة الاعضاء الحية واعادة زرعها يحتاج لطاقم كامل من أهل العلم والسمسرة والمال يستمدون جبروتهم من غياب الامن والوازع الاخلاقى للمهنة. لم يبق لنا الا الانتربول.