نوبة صحيان: السودان فى مواجهة الخطر المحتمل!
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 6 سبتمبر 2024 - 10:20 م
بتوقيت القاهرة
تلقى العالم بارتياح تلك الأنباء التى خرجت من غزة رغم أنباء حرب الإبادة المستمرة التى يشنها الكيان الصهيونى على أهل الأرض إثر إعلان مسئول من منظمة الصحة العالمية عن اتفاق بين الجيش الإسرائيلى وحركة حماس على أن تسود هدنة منفصلة ومؤقتة فى أماكن محددة بقطاع غزة للسماح بتطعيم نحو ٦٤٠ ألف طفل ضد شلل الأطفال بدأت أول سبتمبر ولمدة ثلاثة أيام فى وسط غزة ثم تنتقل لجنوب القطاع؛ حيث تبدأ هدنة ثانية لثلاثة أيام أخرى على أن يتعين بعد ذلك هدنة أخرى بعد أربعة أسابيع للبدء بحملة تطعيم لاحقة.
كان الخبر انتصارا للإنسانية واستجابة للأصوات التى ارتفعت تخدر من عواقب وخيمة قد تنفجر من غزة إلى من يجاورها فى الحدود ومنها مصر بالطبع إلى جانب كونها عاملا مساعدا فى حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل على مواطنى غزة خاصة أطفالها.
نرجو الله أن تتم حملات التطعيم فى ظروف تسمح بنجاحها فى مقاومة مرض كان العالم يظن أنه بالفعل قد اختفى تماما من خارطة صحة العالم خاصة أن فعالية التطعيم تعتمد على وسائل حفظه وضرورة أن يتلقاه الطفل بصورة صحيحة.
يدفعنى نجاح الجهود الإنسانية فى البدء فى تطعيمات شلل الأطفال فى غزة وقد كنت كتبت فى عامود سابق أطالب بأن نهتم بإرسال شحنات من تطعيم شلل الأطفال إلى أطفال غزة لأنها أهم من شحنات الطعام إلى أن أتساءل اليوم إذا ما كانت منظمات إنسانية مهتمة بالصحة قد انتبهت إلى ما يحدث فى السودان.
حالات الكوليرا التى بدأت فى الظهور فى السودان والتى يجب دون أن تراجع أن تجابه بحسم وقوة حتى يقضى العالم على نذر خطر الشر الذى يمكن أن يندلع فى القارة الإفريقية بادئا بدول الجوار.
أدعو اليوم أن نبدأ التفكير فى واجبنا نحو مكافحة الكوليرا فى السودان بجهود من الدولة والمؤسسات الطبية التى تعمل فى مجال المساعدات الطبية للمناطق المنكوبة أو المحرومة من الرعاية الصحية.
من تلك المنظمات المعروفة بجهودها الخالصة لصالح الإنسان دون أى نزعات سياسية منظمة أطباء بلا حدود Medecins Sans Frontier وقد كنت قد تعرفت على أطباء يعملون بها أثناء فترة تدريبى فى باريس الأمر الذى دعانى لتفهم رسالتهم الإنسانية منذ بدء تأسيس المنظمة فى باريس عام ١٩٧١.
المفاجأة أننى اكتشفت أن لهم مقرا هنا فى مصر وإن كنت لم أجد متسعا من الوقت للاتصال بهم ولكن سأفعل إن شاء الله.
أرجو أن يجد حديثى اليوم صدى لدى أى مسئول أو إنسان فى العالم لديه من الوازع الإنسانى ما يجعله يحاول قدر استطاعته ووفقا لإمكاناته التنبيه لخطر الكوليرا فى السودان وأن يبدأ عمل جدى بالفعل لحصر هذا الخطر ومنع انتشاره. بداية بضرورة العمل على تشخيص المشكلة وطرق القضاء عليها وبالتوعيد بخطورة الكوليرا ووسائل الحماية من العدوى ثم توفير وسائل العلاج المختلفة التى تبدأ بعزل الحالات لعلاجها.
الأمر جد خطير وتكثيف الجهود أمر يتطلب تدخل جهات دولية وإن كان علينا نحن واجب تفرضه مياه النيل وعلاقات الجوار التى كانت يوما تذكر السودان ومصر كدولة واحدة يقترن فيها البلدان ويحكمهما ملك واحد.
هل يمكن أن يتبنى المجتمع المدنى فى مصر فكرة إنشاء مؤسسات طبية إنسانية هدفها التدخل فى حالات انتشار الأوبئة؟
فكرة أتمنى لو أن طرحها أثمر تفاعلا فالواقع يحتم وجودها قبل أن يسبقنا الزمن.. ويباغتنا خطر ظهرت نذره.
دمتم جميعا سالمين
ودامت بلادنا بخير...