كويتى على عرش مصر
وائل قنديل
آخر تحديث:
الأربعاء 6 أكتوبر 2010 - 9:39 ص
بتوقيت القاهرة
تقاعست مصر عن تنصيب كويتى ملكا على عرشها فأضاعت على نفسها فرصة أن تكون جنة الله فى الأرض.. هكذا نعى الكاتب الكويتى سامى النصف للمصريين مشروع إنشاء دولة مصرية عظمى بمواصفات كويتية، بعد أن تراجع قادة ثورة يوليو عن تنفيذ فكرة استجلاب ملك من الكويت التى لم تكن قد أصبحت دولة مستقلة بعد.
يقول النصف فى أحد هوامش مقاله المسلى بجريدة الأنباء الكويتية «لو تم ذلك المشروع لما دخلت مصر حربا قط ولكانت علاقاتها سمنا على عسل مع جميع دول العالم لما عرف عن الشيخ عبدالله الجابر من دماثة خلق ولما انفصل السودان آنذاك بل لتوحدت مع مصر كثير من الدول العربية الأخرى ولأصبحت جنة الله فى أرضه بحق».
آسفون يا أيها النصف الكبير على عدم اغتنام الفرصة التاريخية.. نعتذر عن عدم ارتداء الدشداشة والبشت والغترة، ما حرمنا من أن نكون سمنا على عسل مع دول العالم ونقيم دولة الوحدة الكبرى مع الدول والدويلات والإمارات والولايات والمشيخات العربية، الحقيقية منها وتلك التى تضع العلم الأمريكى على غترتها.
لكنك لم تقل لنا من أين استقيت هذه المعلومات المذهلة.. وكل ما تفضلت به علينا قولك أن فكرة الملك المستورد أتت أكلها فى تجارب مماثلة، كما حدث فى سورية 1920 والعراق 1921 والأردن 1921، لكنك لو سألت أى تلميذ يدرس التاريخ لعرفت أن سياسة استجلاب الملوك كانت لعبة حصرية يمارسها الاستعمار فى المستعمرات العربية الخاضعة للتاج البريطانى والاحتلال الفرنسى، بل إن الاستعمار كان يجرى حركة تنقلات للملوك على رقعة الشطرنج التى كان يمتلكها، فيكون هذا الشخص ملكا على سورية ثم يصبح ملكا على العراق وهكذا، والمسألة محكومة بإرادة المستعمر ورؤيته لحماية مصالحه فى منطقته.
أعتذر عن الجد فى موضع الهزل، فقد اتفقنا من الأول على أن ما جادت به قريحتك ليس إلا صنفا جديدا ومفتخرا يتعاطاه القراء من باب الفرفشة والفكاهة، أو فى أفضل الأحوال يصلح بديلا لحواديت تلقى على الصغار قبل النوم، أو ربما كان يجب أن تصدر مقالتك بعبارة «رأيت فيما يرى النائم» ونصيحتى ونصيحة عديد من القراء الذين تابعوا حواديتك المسلية أن تتغطى جيدا قبل النوم، والأفضل ألا تثقل فى طعام العشاء، أو أن تنام «خفيف» حتى لا ترى مثل هذه الهلاوس والضلالات.