مراهقو إسرائيل عنصريون وفخورون بذلك
من الصحافة الإسرائيلية
آخر تحديث:
الإثنين 6 أكتوبر 2014 - 7:45 ص
بتوقيت القاهرة
نشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية مقالا للكاتب والمحلل أور كاشتى يتحدث فيه عن الكراهية العرقية لدى الشباب الإسرائيلى اتجاه العرب وضعف قدرة التعليم على معالجة هذة المشكلة. بدء كاشتى مقاله بعرض بعض الآراء حول هذا الموضوع؛ تقول فتاة فى مدرسة ثانوية: «بالنسبة لى، شخصيا، يعتبر العرب شيئا لا يمكن النظر إليه ولا يمكن احتماله». وتضيف: «أنا عنصرية إلى حد كبير. وجئت من بيت عنصرى. ولم أتردد إذا وجدت فرصة فى الجيش لإطلاق النار على أحدهم. أنا على استعداد لقتل عربى بيدى. وقد عرفت من دراستى أن تعليمهم يجعلهم إرهابيين. وأنا أعيش فى إحدى مناطق العرب، وفى كل يوم أرى هؤلاء الإسماعيليين، الذين يمرون بمحطة الحافلات، أتمنى لهم الموت».
وأشار الكاتب إلى أن تعليقات الطالبة جاءت فى الفصل المخصص للتفكير العرقى والعنصرية بين الشباب من كتاب سيصدر قريبا، بعنوان «مشاهد من مدرسة الحياة» (بالعبرية) تأليف عيدان يارون ويورام هرباز. ويستند الكتاب على الملاحظات الأنثروبولوجية للدكتور يارون، عالم الاجتماع، على مدى ثلاث سنوات، فى المدرسة الثانوية العلمانية فى قلب إسرائيل ــ ويصفها هارباز أستاذ التربية: «أكثر مدرسة يمكن أن تجدها تضم طلابا عاديين» وتعكس الأجواء العامة فى المدارس الثانوية اليهودية فى إسرائيل.
•••
ويرى كاشتى أن الكتاب يستحق القراءة بتمعن، خاصة الآن، إثر مظاهر العنصرية وكراهية الآخر التى انتشرت فى إسرائيل مؤخرا. ولكن وصف يارون لما شاهده فى المدرسة يبين أن مثل هذه الكراهية هى العنصر الأساسى اليومى بين الشباب، كما أنها عنصر رئيسى من عناصر هويتهم. ومن بين النتائج التى يمكن استخلاصها من الكتاب، مدى ضعف قدرة التعليم على معالجة المشكلة العنصرية، وغياب الرغبة فى ذلك.
ويدور جزء كبير من الفصل المتعلق بالعنصرية حول دروس الكتاب المقدس فى الصف التاسع، ويعتبر «الانتقام» موضوعها الأساسى. وقال أحد المدرسين ليارون: «تبدأ الحصة، بكتابة أمثلة ومقترحات الطلاب بشأن الانتقام على السبورة». وأضاف أن طالبا اسمه يوآف «يصر على أن الانتقام شعور مهم. إنه يستخدم المواد التى يدرسها من أجل التأكيد على رسالته شبه السرية: يجب قتل جميع العرب. وتتحول الحصة إلى لغط. ويتفق خمسة طلاب مع يوآف، ويقولون بوضوح: يجب قتل العرب».
ويروى أحد الطلاب أنه سمع فى الكنيس يوم السبت أن «العرب رعاع»، وأيضا عماليق، وهناك وصية بقتلهم جميعا»، فى إشارة للعدو النمطى فى الكتاب المقدس لبنى إسرائيل. ويقول المدرس أن طالبا آخر قال إنه قد ينتقم من أى شخص يقتل عائلته، ولكن لن يقتل جميع العرب.»وغضب بعض الطلاب الآخرين من هذا الموقف المتراخى»، ويضيف: «ثم أوضح الطالب أنه لا يحب العرب وإنه ليس يساريا».
وتقول طالبة أخرى، اسمها ميشال إنها شعرت بالصدمة مما سمعته. وإنها تعتقد أن الرغبة فى الانتقام لن تسفر إلا عن دائرة دموية. وتضيف أن العرب ليسوا جميعا سيئون، وبالتأكيد لا يستحقون الموت جميعا. وقالت: «أولئك الذين يقررون بسهولة مصير البعض الآخر لا يستحقون الحياة».
•••
أضاف الكاتب أنه وفقا لما كتب يارون، قال المدرس: «أخذ جميع الطلاب فى الصراخ، ووجهت إهانات شخصية للبعض، واحتج البعض الآخر، ووجدت ميشال نفسها وحدها فى مرمى الاتهامات» عاشقة العرب «اليسارية». وأنا أحاول تهدئة الأمور. ولم يكن من السهل مواصلة شرح القصة التوراتية. ثم، يدق الجرس. فسمحت لهم بالانصراف، وأنا أطلب منهم أن يكونوا أكثر تسامحا مع بعضهم البعض».
وخلال فترة الاستراحة، يلاحظ المعلم أن حشدا قد تجمع فى الممر من جميع فصول الصف التاسع. وشكلوا سلسلة بشرية لتعنيف ميشال: «غضب، غضب، غضب، سوف يموت العرب» ويقول المعلم: «فكرت لخمس ثوان فيما إذا كنت سأرد أو أواصل السير عبر الممر. وأخيرا قمت بتفريق التجمع وأصريت على أن أصحب ميشال إلى غرفة المعلمين. وكانت فى حالة من الصدمة، تترنح تحت الشعور بالإهانة، ودموعها تتساقط».
وتم منع ستة طلاب من الحضور لمدة يومين. وقال المعلم عن مناقشته مع ميشال: «استمرت فى الحديث باقتضاب، قائلة إن هذا ما يحدث دائما. آراء عنصرية، وأنها غير آسفة سوى على حديثها علنا. أردت فقط أن أعانقها وأقول لها إننى آسف لأننى عرضتها لهذه الصدمة. وأنا أحسد شجاعتها لأنها تقول بصوت عالٍ أمورا كنت أحيانا غير قادر على قولها».
واستطرد كاشتى؛ تحدث يارون فى بحثه مع ميشال ويوآف، ومع الطلاب الآخرين فى الصف ومع معلم الفصل ومدير المدرسة. ويشير تعدد الروايات عما يجرى إلى الصراع العميق وانعدام الثقة بين المعلمين والتلاميذ. ويصعب تصديق أن تعليق الحضور أو العقوبة التى لحقت ببعض الطلاب، غيرت رأى أى شخص. وينطبق الأمر نفسه على إعلان المدير بشكل قاطع «لن يكون هناك أى تعليقات عنصرية فى مدرستنا.» وحتى المقال الذى كان مطلوبا أن تكتبه ميشال، سرعان ما تم نسيانه. ويعترف المعلم: «كانت النية إطلاق برنامج تعليمى، ولكن فى هذه الأثناء تم تأجيل ذلك».
ومع ذلك، كان الجميع فى المدسة ما زالوا يتذكرون الحادث نفسه بعد سنة. وقالت نفس الطالبة التى ذكرت ليارون أنها لن تتردد إذا وجدت الفرصة «لإطلاق النار على أحدهم» عندما يخدم فى الجيش: «بمجرد أن سمعت عن الشجار مع تلك الفتاة اليسارية (ميشال)، كنت على استعداد لإلقاء الطوب على رأسها وقتلها. وفى رأيى، أن كل اليساريين كارهون لإسرائيل. وأنا شخصيا أجد ذلك مؤلما جدا. هؤلاء الناس ليس لهم مكانا فى بلادنا ــ سواء العرب أواليساريين».
ويخطئ من يتصور أن هذه هبة عابرة. كما كان الحال مع فتاة شبكة مدرسة أورط مدرسة للتدريب المهنى، التى زعمت فى وقت سابق من هذا العام أن معلمتها أعربت عن «آراء يسارية» فى الفصول الدراسية ــ فى هذه الحالة أيضا ذكر طالب أيضا أنه سب وصرخ فى المعلم الذى يبرر للعرب. ويقول الطلاب إن ندوات مكافحة العنصرية، والتى تُدار من قبل منظمة خارجية، لم تترك تأثيرا يذكر. وقال أحد الطلاب: «العنصرية هى جزء من حياتنا، بصرف النظر عن كثرة من يقولون إنها سيئة».
وفى المناقشة الختامية لإحدى هذه الندوات، سأل مشرف الطلاب عن كيفية القضاء على العنصرية. وكان الرد الفورى: «تخلصوا من العرب». وصاح أحد الطلاب من الخلف «إذا لم نكن عنصريين، سيجعلنا هذا يساريين».
•••
واختتم الكاتب مقاله مشيرا إلى أن الهوية العرقية تعتبر عاملا مساعدا أيضا على العنصرية والكراهية ــ بين المزراحيين (اليهود من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) والأشكيناز. ويعتقد يوآف أن هناك تمييزا بين الشرقيين والأشكيناز. لقد عوقبنا بشدة عن الحادث (مع ميشال)، ولكن إذا كان الوضع معكوسا، لن يكون حدوث ذلك ممكنا. ويقر مدير المرسة بأنه ليس هناك نقاش حول موضوع العنصرية فى المدرسة وربما لن يكون هناك، فلسنا مستعدين لعملية عميقة على المدى الطويل، وهذا ضرورى. وأمهى كاشتى، قائلا: على الرغم من أننى مدرك باستمرار المشكلة، فإننا لا نعالجها. فهى تنبع من المنزل فى المقام الأول، والجماعة، والمجتمع، ويصعب بالنسبة لنا معالجتها. وعليك أن تتذكر سببا آخر بين المعلمين، يصعب من فرص معالجة المشكلة. حيث تعتبر قضايا مثل «الكرامة الإنسانية» أو «الإنسانية» أفكارا يسارية، ويعتبر كل من يتصدى لها ملوثا.