مرجعيتك إنسانية أم دينية؟
حسام السكرى
آخر تحديث:
السبت 6 أكتوبر 2018 - 10:55 م
بتوقيت القاهرة
- مُصمم تكتب عن الموضوع ده ليه؟
- ما كنتش ناوي بس لقيت ان موضوع مرجعية الشخص الدينية والإنسانية مسألة مهمة بتفسر كتير من الخلافات اللي بتدور في المجال العام.
- ازاي؟
- كتير من الناس مواقفهم بتتأثر بمرجعيتهم. بعضهم مرجعيته دينية في الأساس. وبعضهم مرجعيته للمباديء الإنسانية اللي أصبحت شبه عالمية .
- يعني بتوع المرجعية الدينية معندهمش إنسانية في رأيك؟!
- ماقلتش كده. بالعكس.. اصحاب المرجعية الدينية شايفين إن الدين واسع ويتضمن كل شيء. لكن ساعة ما يظهر أمامهم تناقض بين المرجعيتين، زي الموقف من حكم الإعدام مثلا، بيميلوا لتغليب النص الديني الخاص بالقصاص، على حساب المبدأ الإنساني الرافض لكل أنواع العقوبات البدنية.
- وبتوع الإنسانية ضد الدين طبعا؟!
- إطلاقا. كتير منهم متدينين . لكن لو حصل التعارض، بيميلوا لتغليب المبدأ الإنساني.تلاقيهم رافضين حكم الإعدام، وبيطالبوا بالمساواة في الميراث
- يعني انت شايف إن الدين والإنسانية على طرفي النقيض.
- بالعكس.انا شايف ان فيه اندماج.
- طب ما هو كده الاتنين واحد.
- لأ مش واحد. فيه ناس شايفه ان المظلة العامة اللي بتحكم كل شيء هي الدين، وإن الإنسانية عنصر من العناصر اللي تحت المظلة دي. وناس شايفة إن المظلة دي هي الإنسانية ومبادئها، والدين واحد من العناصر اللي بتكون توجهاتنا لكن ليست الفيصل في كل شيء.
- البشر مش بالبساطة دي
- أكيد ممكن تلاقي تنويعات على التوجهين دول. لكن انا باتكلم عن ميل عام ونزوع لتحكيم مرجعية بعينها عند الخلاف.
- ده تبسيط مخل للواقع.
- معاك انه تبسيط لكن مش مخل. التبسيط مهم علشان الفهم. أنا باقدم تلخيص أدعي انه ممكن يساعد على الفهم.
- بس اللي بتقوله ده مجرد سيناريوهات نظرية.
- بذمتك؟! فاكر الجدل اللي حصل على قوانين المواريث؟
- طبعا فاكره.
- عدد كبير من التكتلات السياسية الداعمة لمدنية الدولة حصل فيها انشقاق مدهش وقتها. رغم إن التكتلات دي مدنية وأفرادها بشكل عام من رافضي الإسلام السياسي بأشكاله المختلفة وعلى رأسها الإخوان المسلمين، لكن المفاجأة اللي حصلت لكتير من اللي داخل التكتلات دي، إن بعض أعضاءها أخدوا موقف عنيف ورافض المساواة مع المرأة في الميراث. مرة واحدة سمعنا منهم نفس الكلام اللي بتوع الإسلام السياسي بيقولوه: «احنا هنألف دين من عندنا؟!»
- وانت طبعا عايش في دور مثقف البرج العاجي اللي عمال يصنف الناس ويقسمهم.
- مش حقيقي. أنا موقفي واضح وتوجهي مع المباديء الإنسانية . لكن أرفض شيطنة المختلف معايا.
- يعني في النهاية القصة دي كلها ما لهاش لازمة.. كده ينفع وكده ينفع.
- كمان مش حقيقي. النزوع العام لترجيح تفسير النص أو فهمه على تحليل الواقع والتعامل معاه إنسانيا وعقليا مش طريقنا للخروج من أزماتنا. ده توجه المتطرفين بيستغلوه ويضللوا بيه الشباب . لما بيلاقوا حد مقتنع بإلغاء العقل لصالح حكمة النص الأكيدة، بيسهل عليهم دفعه لارتكاب الكثير مما يضر به نفسه ومجتمعه. لو كنا بنتربى على إعلاء قيمة العقل والمبدأ الإنساني ما كانش فيه هذا العدد من الضحايا اللي أصبحوا لقمة سهلة لجماعات الإرهاب.
- يا نهار اسود. يعني اللي يختلف معاك تطلعه داعش وقاعدة وإرهابي؟!
- حرام عليك. انا باتكلم عن تبعات إلغاء العقل.
- تقوم تلغي الدين؟!
- بالعكس. إعلاء العقل هو إعلاء للدين، لإنه تكليف ديني صريح. هو ربنا عرفوه بإيه؟