الميلاد بشرى مفرحة

جرجس صالح
جرجس صالح

آخر تحديث: الخميس 7 يناير 2010 - 11:17 ص بتوقيت القاهرة

بميلاد السيد المسيح له المجد، ولد الفرح والسلام وكان ميلاده بشرى فرح للجميع فلقد وقف الملاك قائلا للرعاة: «ها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب» (لو2: 10، 11) إن هذه العبارة تحمل رسالة المسيحية كلها لقد جاءت المسيحية لكى تبشر الناس بالفرح العظيم الذى يكون لجميع الشعب، لذلك فكلمة إنجيل معناها بشارة مفرحة أخبار سارة. وهذا هو جوهر بشارة الرسل، نقل الأخبار السارة إلى جميع الناس قائلين قد أتى الخلاص.

ولذا نجد يوحنا المعمدان فيما يهيئ الطريق أمام ربنا يسوع المسيح يبشر الناس بأنه قد اقترب ملكوت الله (مت 3:2).
إن عملنا كمسيحيين وخدام أن نبشر الناس بالفرح العظيم ورسالتنا أن نقول للناس «ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب» نبشر بالفرح ولكن أى فرح؟.

إن السيد المسيح جاء بديانة مفرحة لجميع الناس تحمل لهم الخلاص، وتحمل لهم الفداء، وتكسر أبواب الجحيم، وتفتح أبواب الفردوس أى برسالة تقول للص وهو على الصليب «اليوم تكون معى فى الفردوس» (لو 23: 43).

رسالة تحمل للخاطئ عبارة «اليوم حدث خلاص لأهل هذا البيت» (لو 19: 9) ولعل سائل يسأل.. ما هى أسباب الفرح؟
لقد قال معلمنا بولس الرسول «افرحوا فى الرب كل حين وأقول أيضا افرحوا» (فى 4:4).

افرحوا بالمصالحة التى تمت بين السماء والأرض وبالرب يسوع الذى صالح السمائيين مع الأرضيين، وجعل الاثنين واحدا وأكمل التدبير بالجسد.

فرح لأن الخطايا ستمحى ولا يعود يذكرها الرب (أر 33: 24)، فرح لأنه سيعطينا القلب الجديد الذى يعرف الرب ونكون له شعبا وهو يصير لنا إلها (أر 34:7) فرح لأننا نفهم كلمات أشعياء النبى التى تمت بمجىء المسيح له المجد (روح الرب على لأنه مسحنى لأبشر المساكين، أنادى للمسببين بالعتق، لأنادى بسنة الرب المقبولة).

نفرح لأننا نحمل بشرى الخلاص (ما أجمل قدمى المبشر بالسلام المبشر بالخير المخبر بالخلاص» (أ س52:7).
نغرس الفرح فى قلوب الناس وننزع الحزن وهذا هو عمل السيد المسيح له المجد أن يبهج القلوب ويمسح كل دمعة من عيونهم (رؤ 7: 17).

نفرح لأننا نعرف من يجول يصنع خيرا الذى يفرح قلب السامرية والمرأة المضبوطة فى ذات الفعل الذى يفرح قلب العشار. الذى يبشر الناس بأن النور أضاء فى الظلمة.

لهذا هتف بولس الرسول وهو يردد أن ثمر الروح «محبة فرح السلام» (غل 5: 23) بل ردد عبارة افرحوا، فقال «افرحوا فى الرب كل حين» (فى 5:4) وأيضا «افرحوا كل حين» (اتس 5:16).

إنه يردد كلام السيد المسيح تبارك اسمه «تفرح قلوبكم ولا ينزع أحد فرحكم منكم» (يو 16:22).

لتكن لنا أنشودة فرح فى قلوب الجميع ولنفتح للناس طاقة من نور ورسالة رجاء ونبشر بالخير والسلام.

ولنقوِّم الأيادى المسترخية والركب المخلعة (عب 12: 12) ولنبشر بسنة الرب المقبولة. ولكن ما هى البشرى الطيبة التى يحملها لنا هذا العيد وبداية العام الجديد؟

يقول الرب: جئت لأبشركم بسنة سعيدة مقبولة أمام الله. وأقول لكم إنه لا يوجد شىء غير مستطاع عند الله ولا توجد مشكلة يعصى حلها على الخالق العظيم الذى يفتح ولا أحد يغلق (رؤ 3:7).

إن الفرح هو صورة مشرقة للدين. فأولاد الله دائما فرحون لأنهم وجدوا الله وعرفوه وعاشروه.

إنهم فرحون بملكوت الله الذى فى داخلهم وفرحون بعمل الروح القدس فيهم. وفرحون بخروجهم من أسر إبليس وتخلصهم من خطايا عديدة. فرحون بالحياة الجديدة.. بالحديث مع الله والتأمل فى الآلهيات فرحون لأنهم ذاقوا ما أطيب الرب.

فرحون لأنهم لبسوا ثوبا جديدا من الرب بل قد لبسوا المسيح (غل 3:27).

فرحون لأنه بميلاد المسيح تعلموا التسبحة «المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة» فرحون بهذا السلام آملين أن يعم العالم ومنطقة الشرق الأوسط ولبنان الحبيب. فلنفرح بميلاد المسبح ولنفرح بالرب كل حين شاكرين فى كل حين على كل شيء (أ ف 5 : 30). 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved