مشروع للمناقشة.. أوراق معهد القلب القومي
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 7 يناير 2022 - 9:10 م
بتوقيت القاهرة
فى مطلع أيام عام جديد أتمنى لكل قراء الشروق أياما بالفعل تشرق بالسعادة وتمام الصحة وأرجو الله أن يترفق بالعالم فيظلنا بأيام أكثر رحمة من أيام امتدت بطول عامين فحصدت الأرواح وألقت ظلا داكنا على الكرة الأرضية ما سلم منه وطن ولا انحسر عن دولة.
تلقيت خطابا عزيزا من أحد زملاء المهنة ورفاق العمل بمعهد القلب القومى: الأستاذ الدكتور أحمد زكريا، استاذ أمراض القلب الذى طاب له المقام بدولة الكويت بعد أن حقق نجاحا مهنيا باهرا بمستشفياتها فظل بها وإن ظل قلبه معلقا بوطن دائم النبض بين زملائه وأصدقائه بمعهد القلب القومى، أتابع تعليقاته على وسائل التواصل التى تجمعنا دائما فى حوار متصل وصحبة دائمة.
اقترح على الزميل الفاضل أن أتولى الرد على مغالطات كثيرة ومعلومات غير موثقة تنشر على وسائل التواصل الاجتماعى كـ«الفيس بوك» و«الواتس آب». بالطبع هو مدرك لأهمية تلك الاثار المدمرة للإعلانات الخفية التى تبناها أحيانا الإعلام خاصة إذا تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعى نقلا عن أسماء لأطباء.
تحدثنا كثيرا فى هذا الشأن وقد سبق وعلقت على أمثلة بالفعل تؤذى أصحاب الضمائر اليقظة بين الأطباء وهم بالطبع أغلبية. لم يتوقف الأمر ولا أظنه يتوقف فمعركة الزيف والحقيقة معركة أزلية تثرى الحياة وتلقى الضوء باستمرار على القيم التى تصنع تاريخ المجتمعات ما العمل إذن؟
كيف يمكن أن يؤدى الأطباء دورا تنويريا يشرحون فيه الحقائق الطبية ويستعرضون الموضوعات التى تخدم قضايا صحية مهمة للانسان المصرى البسيط فى لغة سهلة سليمة العلم والمعلومات؟
الواقع أن تجربة صفحة “صحة وتغذية" التى انفردت بها الشروق وبعشر سنوات متتالية قد تعد نموذجا صادقا لرغبة الإعلام فى نشر ثقافة الوقاية من الأمراض والفهم العلمى لماهية الأمراض وقواعد اختيار الغذاء السليم فى نمط صحى يتيح الفهم الواعى للإنسان المصرى للتداوى بالغذاء والحصول على كل فائدة طبيعية محتملة للفيتامينات ومكملات الغذاء ومضادات الأكسدة.
لا أقصد الثناء ولا أتوقع المجاملات لكن هذا كان الهدف بالفعل الذى التقى عليه القائمون على الشروق. كان شرطى الوحيد وما زلت والحمد لله باقية عليه مستمتعة به. أن تخلو الصفحة تماما من الإعلانات المدفوعة سرا وعلانية. وقد كان لى ما أردت.
لكن ما ينشر فى الشروق بلا شك مرتبط بتوزيع الجريدة فكيف يمكن أن يتسنى لأصحاب الهمة من الأطباء أن تصل رسالتهم لكل الناس أو على الأقل لكل من يهتم بما تحويه من معلومات وما يثار من قضايا؟
الواقع أننى قضيت من عمرى سنوات طويلة عملت فيها بين فرنسا وكندا وبعض الوقت فى أمريكا. كان من أفضل الإشارات التى تلقيتها خلال تلك الفترة تلك التى تعرف باسم «News letters».
نشرات دورية متخصصة تصدرها مراكز البحث العلمى المختلفة والجامعات تحت مسميات مختلفة: أوراق هارفارد، خطاب مايو كلينك الشهرى، نشرة جامعة بركلى.. وملفات مستشفى جون هوبكنز.. كلها كانت بالفعل هاديا لى للتفكير فى أن أبدأ مشروعى فى الكتابة العلمية للانسان العادى كتابة معرفية بأسلوب سهل تعلو فيه قيمة العلم وتغيب عنه تماما أى أغراض إعلانية أو تجارية بل وتتم مراجعته لمرات قبل النشر للتأكد من وضوح المعلومة فى نص علمى ومطابقتها لأحدث الأبحاث التى تنشر فى الدوريات العلمية.
ردا على أخى الفاضل الأستاذ الدكتور أحمد زكريا فى الكويت: أتمنى لو تبنت المراكز العلمية فى مصر والجامعات تلك الفكرة التى أراها تقضى على الأفكار التى يشوبها صبغات الإعلانات والكثير من الأخطاء العلمية المقصودة وربما غير المقصودة عن جهل.
أتقدم باقتراح لزملائى فى معهد القلب القومى أن نعمل على أن يصدر عن معهد القلب نشرة دورية تهتم بطرق الوقاية من أمراض القلب والشرايين. علاج وتشخيص أمراض القلب. أخبار التقنيات الحديثة التى تستخدم لعلاج أمراض القلب. برامج التأهيل بعد العمليات... وغيرها من الموضوعات.
أعمل الآن على هذا المشروع وأتمنى أن تتبناه وزارة الصحة أو الهيئة العامة للمستشفيات التعليمية وأراه مشروعا بناء يجب أن يصل إلى كل الناس.. اتاحة المعلومات للسليم والمريض بلا شك تصنع وعيا وتحيى إدراكا نحتاجه بشدة الآن.
الدعوة مفتوحة لكل الزملاء للمشاركة فمنهم من يجيد الكتابة إجادته لطب القلب وجراحاته ولا أظن الشروق إلا قوة دافعة للمشروع.