ماذا دهاك.. لم أعد أراك
وائل قنديل
آخر تحديث:
الخميس 7 فبراير 2013 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
رسالتان متقابلتان من قارئة محترمة تقول إنها كانت يوما تحترمنى والآن توقفت هى وغيرها عن قراءة ما أكتب.. والأخرى من قارئ محترم يقول إنه كان من الحانقين على ما أكتب والآن تغير رأيه فى.. أنشرهما كما وردتا.
تقول المهندسة منال:
لا أعرف كيف أبدأ رسالتى لك... فقد كنت يوما أحترمك وأقرأ مقالاتك باهتمام
ولا أدرى إن كنت مهتما أن تعلم، لكنك تكتب لأناس يمتلكون حدا أدنى من الذكاء والفطنة، وأعتقد أن هؤلاء قد توقفوا عن قراءتك لأن العديد ممن حولى لاحظوا نفس التحول فى كتاباتك منذ لقاء فيرمونت اللعين.
ماذا حدث لك؟ ماذا رأيت من نظام مرسى الدامى يعجبك لهذه الدرجة؟ كيف توقفت عن القدرة عن قراءة الأحداث بشكل منطقى ويتناسب مع الضمير والإنسانية؟!
عموما كما كنت تقول ويقول غيرك، التاريخ سيحاسبكم، ونحن لا نملك إلا أن نستغرب ونتوقف عن قراءة من يتحولون من الاهتمام بمصالح الشعب لمصالح الحاكم
أعتذر عن حدتى وأرجو أن تعود إلى جادة الصواب فنحن بحاجة لمن يوصلون صوتنا إلى السلطة وليس العكس.
أما الأستاذ محمد شاكر الششتاوى فكتب لى:
فى بداية حديثى أود أن أقدم اعتذارا لك على سوء ظنى بك منذ أحداث محمد محمود الأولى وما تلاها من أحداث مجلس الوزراء حيث أننى كنت من الحانقين عليك لاستشعارى أنك تأخذ جانب من كنت أظن انهم بلطجية وكنت أنت ترى غير ذلك. وعلى الرغم من الهجوم العنيف الذى تعرضت له فقد بقيت ثابتا على موقفك تدافع عن رأيك ووجهة نظرك وكنت وقتها احد اهم نجوم الإعلام المرئى وقنوات الزيف الإعلامى لأن كتاباتك وقتها كانت توافق أهواءهم، أما الآن فلأنه ومن الواضح انك عندما أخذت الجانب الذى تراه صوابا ولكنه يتعارض مع المصالح الشخصية لبارونات الدم (وفقا لمصطلحكم البليغ ) فإننى لم أعد أراك مطلا علينا من أى من هذه القنوات فهل تفضلت بتوضيح هذا الأمر لقرائك (وأنا منهم من قبل الثورة).
وثانيا أود أن اشد على يدك وأن أبلغك شكرى وشكر العديد من الأصدقاء الشخصيين لى على تمسككم بآرائكم ودفاعكم عنها مع انه من السهل جدا مجاراة الأمور وركوب الموجة الحالية ولكنكم بموقفكم النبيل هذا أثبتم أن فى مصر كتابا شرفاء حتى لو وضعوا فى قوائم (عارهم) والتى أراها شخصيا قوائم (شرفنا) وأرجو منك أن تعلم أن هناك بعضا من البشر لا يستطيعون تقبل فكرة أن هناك (شريفا) بين غابة من (المرتزقة) وأن هناك (منصفا) بين غالبية من (المغرضين)، أرجو أن يطيب هذا الخطاب خاطرك وإياك أن تكتب إلا ما لا تراه حقا حتى لو أغضب بعضا من قرائك وحتى لو كنت أنا منهم.
وبالطبع لا أملك إلا الشكر والاحترام لصاحبى الرسالتين، وإن كان من تعليق فلن يزيد على التشديد على حق الاختلاف فى الرأى، مع حفظ حق الكاتب ــ أى كاتب ــ فى أن يقول ما يراه حقا، بصرف النظر عن استقبال القراء له.. وسأظل أردد مقولة الفيلسوف أفلاطون «أحب الحق وأحب سقراط، لكن حبى للحق أعظم».
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه.