الاستعانة بصديق!
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 7 فبراير 2020 - 9:30 م
بتوقيت القاهرة
لا تخلو وسائل التواصل الاجتماعى من أسماء لها حضور متميز فيما تعرض من أفكار أو تعليقات على أفكار تثرى الحوار وربما تديره بصورة غير مباشرة ليبدو رسالة مفيدة لكل من يطالع تلك الصفحات المعلقة على الشبكة العنكبوتية.
من تلك الأسماء التى أحرص على متابعتها الدكتورة سمية عبدالقادر الطبيبة المصرية التى تعيش حاليا فى دبى لكنها فى الواقع تمارس فى مصر العديد من الأنشطة الاجتماعية والخيرية عبر شعور قوى بالانتماء لوطنها الأم.
رغم أنها كتبت الرسالة بالإنجليزية إلا أننى سأترجمها للعربية ربما أحقق لها ما اعتقد أنها قصدته من نشرها على صفحتها فى الفيسبوك.
كتبت: الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة ومشاعر القلق سلوكيات حقيقية بالفعل. أحب أن يسارع ثلاثة من أصدقائى بنشر تلك الحقيقة وليس نقلها عنى حتى أعرف لمن يمكننى أن أتحدث إذا ما أحتجت يوما إلى البوح. ثم أردفت: أعتقد أننى أعرف من سيفعل! قرأت الرسالة.. فقررت أن أفعل.
الواقع أن الاكتئاب مرض نفسى وربما عقلى فى بعض من أطيافه ويحتاج علاجا قد يصل إلى تناول مضادات الاكتئاب التى تتعدد أنواعها وتختلف تأثيراتها.
أيضا اضطرابات ما بعد الصدمة وتلك هى الاضطرابات التى تعصف بالنفس المطمئنة اثر الصدمات كفقدان عزيز أو التعرض لمواقف عنيفة كالاعتداء الجسدى أو جرائم الاغتصاب أو جرائم الحروب التى أصبح ما يعانيه الإنسان فيها مجرد تقارير اخبارية تتسابق إليها وسائل الإعلام.
بلا شك كل من تعرض لصفوف الإيذاء تلك يحتاج إعادة تأهيل وعلاجا ولذلك الآن مراكز متخصصة تؤسس لها دول الغرب لعلاج جنودها العائدين إلى ديارهم بعد أن داهموا الأبرياء ودمروا حيواتهم فى الطرف الآخر من العالم. أيضا القلق وتوقع السيئ دائما من الآتى: مرض يحتاج علاجا ولكن الأمر المشترك فى تلك الأعراض النفسية التى تداهم الإنسان مستهدفة سلامة النفس قبل العلاج الدوائى والتأهيل وخلال تلقيه أيضا العلاج هو الحاجة لصديق يمكن للإنسان أن يأنس إليه فيفضى إليه بمكنون نفسه بلا حرج أو خوف أو خجل.
صديق ينصت إليه فى صبر وتفهم يشجعه على الاستمرار فى البوح والتخلص من أوراق علقت بذاكرته فأدمنها وصور قاسية أو ذكريات قائمة تلاحقه وتبدد صفاء ذهنه.
أذكر كلمة عميقة الأثر فى نفس قالها زميل من أطباء النفس الجديرين بكل احترام: يدفع المريض للطبيب النفسى ليشترى صديقا.
بالطبع المثل لا ينطبق على العموم فهناك حالات تحتاج تدخل الأطباء وتشفيها الأدوية لكن هناك أيضا حالات كثيرة خاصة أمراض النفس لا الأمراض العقلية يشفيها صديق.. صدوق.
أعتقد أن ما كتبته د. سمية عبدالقادر إنما هو رسالة تخاطب فيها الدولة للاهتمام بصحة النفس والعقل فرغم الجهود التى يبذلها زملاء المهنة إلا أن الاهتمام بالصحة النفسية لا يوازى اهتمام الدولة بصحة الإنسان الجسدية. هى أيضا رسالة للإنسان ان يتفهم المعنى الحقيقى للصداقة وأن يحرص عليها حرصه على الحياة.
أتمنى أن أكون أحد هؤلاء الذين عنتهم د. سمية عبدالقادر بقولها «أعتقد أننى أعرف من سيفعل».