مؤذن الثورة.. كمال خليل
وائل قنديل
آخر تحديث:
الإثنين 7 مايو 2012 - 8:25 ص
بتوقيت القاهرة
عندما تمتلئ الحناجر بالكذب والعيون بالزيف، ويجرى الإفك على الألسنة، وتتحول الميكروفونات إلى مدرعات مجنونة تدهس وتسحل كل نبيل وجميل فى هذا الوطن، يصبح وجود رجل مثل كمال خليل بيننا نعمة من الله كى لا تفسد الأرض.
هذا القديس اليسارى الصادق الوفى النظيف هو بلال هذه الثورة، مؤذنها ذو الصوت الشجى القادم من أعمق وأنقى مساحة فى قارة الصدق والاستقامة الروحية والفكرية، بما يجعلك تقول بكل يقين: لن تهزم ثورة مؤذنها كمال خليل.
وعندما تجد المشايخ التليفزيونيين يتخذون الموقف ونقيضه فى ساعة واحدة، ويغيرون قناعاتهم وأقوالهم بالسرعة والخفة ذاتهما اللتين يبدلون بهما ملابسهم الداخلية، على نحو يضعك على حافة الجنون مما ترى وتسمع، ثم يأتيك كمال خليل بالقول الحق، عليك أن تشكر الله كثيرا على أن أرض مصر لاتزال معطرة بوقع أقدام مثل هذا الصوفى المتعبد فى محراب الحق والخير والجمال والثورة.
إن كمال خليل ذلك المناضل المنتمى لأقصى اليسار أكثر قربا من قيم ومبادئ التدين الحق، بلا نفاق أو تملق أو ادعاء، والأكثر تقديسا للعدل والرحمة واحترام إنسانية البشر، وحين تقرأ كلماته البسيطة التى نشرها على صفحته الخاصة تعليقا على جريمة العباسية تدرك فورا أنك أمام رجل من زمن النبلاء.
يقول خليل «الاصوات التى تبارك ذبح شباب الثورة واعتقالهم من قبل العسكر هى أصوات حقيرة .. والاصوات الشامتة والتى تبارك وتحرض على اعتقال الشباب السلفى والاسلامى هى أصوات مبتذلة ورخيصة.. هناك ثوار حقيقيون بين هؤلاء الشباب وينتقدون مواقف قياداتهم ومشايخهم.. فوبيا الاسلاميين مرض يعمى البصيرة.. الحرية لجميع المعتقلين من كل الاتجاهات دون تمييز .. ثورتنا مستمرة».
فعلا يا أستاذ كمال، ثورتنا مستمرة وستنجح رغم أنف الدجالين والمتلونين من شيوخ العسكر ومرشحيهم البارعين فى التمثيل، الفقهاء منهم وأولئك الذين يلعبون على كل الحبال ويلعقون كل النعال.. ثورتنا مستمرة لأن فى خندقها رجالا مثلك، يحفظون العهد ولا يخونون أنفسهم ولا شعبهم، تماما كما كان يسلك قديس اليسار المرحوم أحمد نبيل الهلالى، ورفيق كفاحه من أجل كل المظلومين المرحوم زكى مراد.. ويذكر التاريخ للهلالى بسالته فى الدفاع ــ تطوعا ودون مقابل ــ عن المعتقلين الإسلاميين فى الثمانينيات والتسعينيات، وهو اليسارى حتى النخاع.
لقد بقى كمال خليل صلبا فى اللحظة التى انقلب فيها الجميع من أسود تزأر بالثورة إلى حملان وأرانب تنبطح وتتمرغ فوق عشب صاحب السلطة والقوة الباطشة، وبقدرة قادر وبضغطة ذر أصبحوا لا يرون إلا ما يراه الحاكم، وتسابقوا فى وصلة ثغاء مضحك عن الأوغاد الذين كانوا يريدون غزو وزارة الدفاع، ولم يستمعوا إلى شهادة الشيخ الجليل حافظ سلامة وهو يفضح أكاذيب السلاح المخزن فى المسجد.
ولكل هذا وغيره: يعيش كمال خليل ويسقط حكم العسكر.