هيلارى كلينتون وخياراتها الصعبة (2ــ2)
الأب رفيق جريش
آخر تحديث:
الإثنين 7 يوليه 2014 - 6:55 ص
بتوقيت القاهرة
6ــ أما فى (ص 348) نورد اجتماعا جرى فى 21 يوليو بالسفارة الأمريكية مع القيادات القبطية تقصد المسيحية؛ لأن جميع الكنائس كانت ممثلة من رجال دين وعلمانيين، وقد حضرت شخصيا هذا الاجتماع. وتقول الوزيرة السابقة إنهم كانوا قلقين بالنسبة للمستقبل، ثم تضيف أنها قالت لتلك القيادات إن الولايات المتحدة ستقف بحزم بجانب الحرية الدينية (ص 349)، ولكن ما لم تقوله لأنها انشغلت فى الدفاع عن مساعدتها وصديقتها هوما عزالدين بعد أن أزعجها (إ. ع)، وهو مصرى قبطى أمريكى، عندما قال إن الإدارة الأمريكية محوطة نفسها بمستشارين من الإخوان، على مثال هوما عزالدين مساعدتها الشخصية وداليا مجاهد مساعدة أوباما للشئون الإسلامية (ص348)، ولكن ما شددت عليه القيادات المسيحية فى هذا الاجتماع هو:
• أن المسيحيين يحبون وطنهم، ولا يريدون أن يتركوه أو الهجرة منه بل يريدون البقاء فى مصر.
• نرفض حماية أو أى تدخل من الولايات المتحدة الأمريكية وبلاد الغرب، فالمسيحيون مواطنون مصريون ولا يستقووا بأحد.
• لا تصدق الولايات المتحدة باهتمامها بالأقليات، فقد رأت على سبيل المثال ماذا تبقى من المسيحيين فى العراق، حيث قبل الغزو كانوا قرابة مليون نسمة، أما الآن فما تبقى أقل من نصف العدد فقد تشتتوا فى كل بقاع الأرض، والكنائس احترقت وتفجرت فى ظل وجود الجيش الأمريكى، وكذلك ماذا جرى للمسيحيين الفلسطينيين على يد الاحتلال الإسرائيلى.
7ــ وقد شهدت هيلارى كلينتون أن الإخوان المسلمين اهتموا «بالتمكين» وفشلوا فى إدارة الحكم وسمحوا باضطهاد الأقليات، بمن فيهم المسيحيون (ص349).
8 ــ ثم تتنبأ فى (صفحة 349) بأن آمال الديمقراطية المصرية لا تبشر بالخير، فقد رجعت مصر إلى نظام «الرجل القوى»، ولكن فى الآن ذاته تحذر أن الحكم الجديد عليه أن يكون أكثر استجابة لاحتياجات الناس وأكثر ديمقراطية، وهذا هو الاختبار الحقيقى لمصر والدول الأخرى فى الشرق الأوسط، وهو أن تحقق التوازن بين الأمن واحتياجات شعبها فى ظل انقسامات إثنية وأزمات اقتصادية، وتحذر بأن ذلك لن يكون سهلا، فالبديل سيكون «الغرق فى الرمل».
ربما ما أوردته طويل بعض الشىء، ولكن من المهم أن نعرف كيف أن صناع القرار فى الولايات المتحدة يفكرون ويحللون، وما هم جديرين فى إخفائه من حقائق، وعلى أى أساس يتخذون قراراتهم، وما هى النتائج التى يريدون أن نتبعها لصالحهم.
والدرس المستفاد هو ألا بديل لاستقلال قراراتنا وفقا لاحتياجاتنا ومصالحنا نحن، والدرس الثانى لا بديل من تقوية جبهاتنا الداخلية حتى لو اختلفنا سياسيا مع بعضنا البعض، ولكن مصلحة مصر فوق الجميع.