قفزة رونالدو
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الخميس 7 يوليه 2016 - 9:20 م
بتوقيت القاهرة
** لكى يسجل هدف البرتغال الأول بضربة رأس فى مرمى ويلز قفز رونالدو لمسافة مترين ونصف، وارتفع برأسه لمسافة قاربت الثلاثة أمتار، ومكث محلقا فى الهواء لفترة قدرها 7. من الثانية وسدد الكرة براسه بسرعة 71 كيلومترا فى الساعة. وتلك القفزة والتحليق والهدف ذاته محل نقاش وتعليقات فى أوساط كأس الأمم الأوربية، وقال جارى لينكر نجم منتخب إنجلترا الأسبق: « لم أعرف فى حياتى أبدا لاعبا يقفز، ويحلق طويلا كما يفعل رونالدو. إنه رياضى خارق»..
** رونالدو هو بطل البرتغال. فهو صانع النصر، لفريق تقدم على منافسيه فى المباريات الست التى خاضها لمدة 62 دقيقة فقط. وهو فريق لم يحقق الفوز أبدا فى الوقت الأصلى لأى مباراة باستثناء الفوز على ويلز. ولا أحد يعرف بماذا همس رونالدو لزميله فى ريال مدريد جاريث بيل بعد صفارة النهاية. لكن الكل يعرف أنه حين تعاقد ريال مدريد مع جاريث بيل بمائة مليون يورو، رفض رونالدو إشراك بيل فى مركز رأس الحربة وألقى به إلى الجناح.. وقد حطم مطرقة الريال والبرتغال أحلام جاريث بيل نفاثة ويلز، وهو أسرع لاعب كرة قدم فى العالم. لكن منتخب ويلز الذى كان يحلم بالتأهل للمباراة النهائية سيعود إلى بلاده وسط حفاوة واستقبال يليق بالأبطال، باعتبار أنه حقق ما لم يتحقق منذ عام 1958..
** أرى منتخب البرتغال محظوظا للغاية بتأهله للمباراة النهائية. والذين قرأوا «مجلة ميكى». يعلمون أن فى قصصها شخصية شهيرة تدعى محظوظ، وشخصية سيئة الحظ خفيفة الظل تدعى بطوط. فأرى البرتغال فى الشخصية الأولى.. إذا تأهلت كثالث، وأوقعها الحظ بعيدا عن ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وكل العتاولة..
** تعليقا على أداء البرتغال وعلى بختها اللطيف دافع رونالدو عن مشوار فريقه فى البطولة بجملة فيها بلاغة التعبير، وخيال الرياضيين، إذ قال: « كنا نخوض سباق «ماراثون» وليس «سباق سرعة».. ربما لم نبدأ كما اشتهينا، لكنه ليس سباق 100متر بل سباق ماراثون».. والتعبير مقبول كمبرر، لكن الحقيقة أن البرتغال لا تستحق اللعب فى المباراة النهائية. ربما كانت تستحق إيطاليا، وتستحق بلجيكا، وتستحق سلوفاكيا.. لكن ليس البرتغال..؟!
** عادل رونالدو رقم أهداف ميشيل بلاتينى. وهو بالفعل بطل فريقه وبطل شعبى فى بلاده. لكن نصف قوة رونالدو تضيع لأنه فرد وسط مجموعة وليس جزءا من مجموعة. ولو كان رونالدو عضوا بفريق يلعب كرة جماعية عالية مميزة ويمكن أن يوظفه مدربه بصورة صحيحة لربما حقق إنجازات أكبر بكثير من تلك التى حققها. ولاحظ أنه لعب مباريات مهمة لمنتخب بلاده ولم يظهر، لم نشعر بوجوده، لأنه بطل وحده وفريد ذاته فهو قائد بلا جيش أو ملكة خلية نحل بلا شغالات..!