إيطاليا للنهائى بركلة واحدة..!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأربعاء 7 يوليه 2021 - 9:30 م
بتوقيت القاهرة
** لم يكن منتخب إيطاليا مرشحا للقب قبل البطولة أو لقطع تلك المسافة إلى المباراة النهائية. وكما قال مانشينى مدرب الفريق: «لم يعتقد أحد أننا نستطيع ذلك». ولكن الفريق هزم المنتخب الإسبانى 4 / 2 بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1 / 1 فى الوقتين الأصلى والإضافى. وكانت الترشيحات للقب ذهبت بالترتيب إلى فرنسا، وإنجلترا، وبلجيكا، وألمانيا. ووصفت المجموعة السادسة بأنها مجموعة الموت، فماتت كل منتخباتها فى البطولة، وخرجت فرنسا وألمانيا والبرتغال والمجر. بقيت إيطاليا التى قدمت أفضل العروض. لكن إسبانيا صاحبة الاستحواذ وامتلاك الكرة كانت الفريق الأفضل فى مباراة الدور قبل النهائى، باستحواذ نسبته 68 % مقابل 32 % لإيطاليا، وأنتج الإسبان 16 محاولة على المرمى مقابل 7 محاولات للأزورى، وبالتالى كانت الفرص الإسبانية أكثر وأخطر. وفى النهاية حسمت ركلات الترجيح السباق بين المنتخبين الكبيرين.
** فى النهاية صعدت إيطاليا للمباراة النهائية بركلة واحدة. ركلة واحدة أزالت سنوات من الغياب وضعف الإنجاز. ركلة واحدة رسمت الابتسامة على وجه إيطاليا، كأنها ابتسامة الموناليزا الهادئة فى انتظار لحظة الانفجار بفرحة الفوز باللقب بعد سنوات من الحزن والألم. ركلة واحدة أحيت أمل جماهير فى شوق إلى إنجاز يعيد الروح إلى الملاعب الإيطالية وإلى المنتخب والدورى والمدرجات منذ عام 2006 حين فاز الفريق بكأس العالم. ركلة واحدة أنهت كل ساعات التوتر والقلق. والاحترام الشديد الذى لعب به مانشينى لقدرة الإسبان على امتلاك الكرة.
وفى الوقت نفسه يجب التوقف أمام إنجاز لويس إنريكى الذى صنع فريقا جديدا وشجاعا يمكن أن يحلم برايات النصر التى حققها المنتخب فى عامى 2008 و2012، وفى كأس العالم 2010. بجانب انتصارات أندية ريال مدريد وبرشلونة وأتليتكو مدريد وإشبيلية فى الكرة الأوروبية. حقق لويس إنريكى فى وقت سابق من البطولة حيث كان قد دافع عن صاحب الرقم 7 المحاصر بالهجوم والنقد، من خلال تصريح المدرب السباق لبرشلونة بما يحمل معنى الإصرار على أن فريقه سيكون «موراتا و 10 آخرين». وتجلت الدراما فى قبل النهائى بتسجيل موراتا هدفا وإهداره ركلة جزاء.
** تأهل إيطاليا للمباراة النهائية، ولعب إسبانيا فى الدور قبل النهائى يؤكد أن بناء التوقعات لا يجب أن يستند وحده على التاريخ أو نتائج المنتخبات فى التصفيات، أو على حجم وعدد وشهرة نجوم المنتخب فى التشكيل، أو حتى على التصنيف العالمى، فكل الفرق التى كانت مرشحة بناء على تلك العناصر ذهبت مع الريح. ذهبت فرنسا وألمانيا وبلجيكا وكرواتيا، وهولندا والسويد وسويسرا، وبقيت إنجلترا والدنمارك وإيطاليا وإسبانيا.
** المباراة جرت فى أجواء مثالية، محيطة، ولا أعنى بها أحوال الجو والأمطار وإنما حضور 60 ألف مشجع فى ويمبلى موطن كرة القدم، وروح رياضية فائقة بين اللاعبين قبل المباراة وبين قائدى الفريقين قبل ركلات الجزاء بعد صراع مرير داخل الملعب. مداعبات، وتبادل الأحضان بين حارسى المرمى، كأنهما يشجعان بعضهما على تحمل المسئولية الجسيمة، والمباراة تحت إدارة ممتازة من الحكم فيليكس بريش الذى نسى الفار أو لم يتذكره ولم يستعن به.
** تلك هى المرة الرابعة التى يتأهل فيها الأزورى لنهائى كأس أوروبا من بين خمس مرات وصل فيها إلى الدور قبل النهائى للبطولة، فى انتظار انجلترا أو الدنمارك. فقط يفصل بين استعادة المجد أو بين اجترار الحزن والألم للإيطاليين 90 دقيقة أخرى وربما عدد دقائق أكبر بوقت إضافى. وربما أيضا بركلة واحدة أخرى من نقطة الجزاء..!