عودة راعى البقر
الأب رفيق جريش
آخر تحديث:
الأحد 7 أغسطس 2016 - 7:50 ص
بتوقيت القاهرة
انتخابات الرئاسة الأمريكية على الأبواب فى ظل اضطراب للناخب الأمريكى غير مسبوق فلأول مرة يهاجِم رئيس أمريكى وهو مازال فى منصبه أحد المرشحين محذرا من انتخابه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، ولأول مرة شخصيات من حزب المرشح الجمهورى دونالد ترامب يحذرون من انتخابه بجانب أعضاء الحزب المنافس الديمقراطى بطبيعة الحال. أما نحن فى مصر فالسؤال يطرح نفسه كيف ستتعامل مصر قيادة وشعبا مع المرشحين إذ ما فاز أحدهما ، فالسيدة هيلارى كلينتون ليست بصديقة لمصر ودورها فى الربيع العربى معروف وتحمسها للإخوان والإسلام السياسى وتعتيم المنطقة أيضا معروف وقد أفشلت ثورة 30 يونيو كل حساباتها التى وضعتها مع الرئيس باراك أوباما ويكفى أن نقرأ ما بين سطور كتابها «اختيارات صعبة» فى الفصل عن مصر ومراوغتها ولهذا ربما مقال آخر.
أما المرشح دونالد ترامب الذى يمثل فى نظرى «راعى البقر الأمريكى» كما صورته السينما الأمريكية والذى لا يعرف غير منطق القوة ووقاحة القول وإهانة الآخرين يرفع شعارا «لنجعل أمريكا أعظم من جديد»، فهل سيجعل أمريكا أعظم من جديد بإضعاف الآخرين والدهس عليهم قولا وسياسة؛ وهو الذى يهين المسلمين الأمريكان حتى الذين خدموا فى الجيش ويهين الأمريكان من أصول أمريكو ــ لاتينية ويريد أن يبنى حوائط بين أمريكا والمكسيك؛ إن قيادتنا شديدة الأدب ودونالد ترامب صاحب اللسان الفالت لم تتعهده من قبل الأعراف الدبلوماسية وتتنافى مع أعرافنا المصرية المتحضرة.
رئاسة باراك أوباما للولايات المتحدة الأمريكية وسياسته فى الثمانى سنوات الماضية كانت متخبطة داخليا ولكن أيضا فى إدارة الأزمات الدولية الدولية وظهر ذلك جليا فى الأزمة السورية ولكن اليوم ربما يتسلّم مفتاح البيت الأبيض راعى البقر الأمريكى الذى يهدد السلم والأمن العالمى وربما الشرق الأوسطى ولا يبقى أمام الناخب الأمريكى إلا«خيارات صعبة».