مقالات أيام الصيف (3) إيطاليا.. فرنسا.. دروس خصوصية!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الإثنين 7 أغسطس 2023 - 9:15 م
بتوقيت القاهرة
** القرارات التى تكون من خارج الصندوق، أو تأتى بعد دراسة مستفيضة، مسألة حيوية فى عمليات أى إصلاح. ومن المحاولات التى قررت إيطاليا تجربتها تجربة دمج ثلاثة منتخبات لكرة القدم تحت قيادة روبرتو مانشينى المدير الفنى للمنتخب الأول منذ مايو 2018 والفائز بكاس الأمم الأوروبية. فقد أعلن اتحاد كرة القدم أنه بالإضافة للمنتخب الأول سيكون مسئولا عن منتخبى تحت 20 وتحت 21 سنة أملا فى تطبيق أسلوب ونظام لعب واحد فى المنتخبات الثلاث بما يسارع من تعلم الشباب. وسوف يساعد مانشينى فى تدريب منتخبى 20 و21 عاما تباعا كل من كارمينى نونسياتا وأتيليو لومباردو الذى كان أحد مساعديه. كما أعلن الاتحاد أن أندريا بارزايى سينضم إلى الطاقم التدريبى للمنتخب الأول، حيث سيكون مسئولا عن الشق الدفاعى.
** يلفت النظر هنا إلى أن تكليف مانشينى يأتى بعد سلسلة من الإخفاقات لكنها لم تؤثر على وجهة نظر الاتحاد المسئول عن اللعبة فى قدراته، كما يلفت النظر أن هناك فى طاقم التدريب للمنتخب الأول مدرب مكلف بالشق الدفاعى. ترى هل تلك الأفكار يمكن أن توحى لنا بأفكار مماثلة؟ هل هناك دراسة فى مكتب من مكاتب الاتحاد بشان توحيد أساليب اللعب والتدريب فى المنتخبات؟ هل هناك تعاون بين الأجهزة الفنية أم أن منتخبات مصر ما زالت كما كانت، منتخب الوحش، ومنتخب الجوهرى، ومنتخب حسن شحاتة؟!
** هل تنتشر هذه الأفكار والأساليب فى ملاعبنا، هل نتعلم من تلك الدروس الخصوصية؟
** فى جميع الأحوال لابد أن نتعلم من تجارب الآخرين، ونحن نطرحها كأحد الحلول الممكنة للإصلاح البعيد والطويل الذى يحتاج إلى جهد سنوات، ومن أهم التجارب العالمية فى مجال كرة القدم فى هذا الشأن تجربة الكرة الفرنسية التى جمعت بين نتائج المنتخب الأول وارتفاع مستوى المسابقات المحلية وانتشار المدربين واللاعبين الفرنسيين فى العالم بعد سنوات طوال عاشت فيها الكرة الفرنسية فى الظلام. وهناك تفاصيل دقيقة عن هذا النجاح ونكتفى ببعض ملامحة لعله ينير الطريق أمام من يقودون دفة كرة القدم فى عالمنا.. على سبيل الماثل فإن المعهد الفرنسى لكرة القدم (كلير فونتاين) خطط له من 40 عاما للنهوض باللعبة وهو مثل جامعات أكسفورد وكامبريدج وهارفارد ويعد المركز القومى للمنتخبات الوطنية وكان به تسعة ملاعب ومجهز على أعلى مستوى. وربما زادت، وهو يوازى من «باب الخيال» مركز تدريب المنتخبات الوطنية لكرة القدم فى مدينة 6 أكتوبر.
** ويذكر أن جيرار هولييه مثل ميشيل هيدالجو من رواد نهضة الكرة الفرنسية وكان مديرا فنيا فى الاتحاد الفرنسى لكرة القدم قبل عام 1990. واهتم بالناشئين وهو اكتشف تيرى هنرى وتريزيجيه وفييرا وأنيلكا وكانت سياسته هى البحث عن المواهب واكتشافها. واعتمد سياسة التدريب التصاعدى من 12 إلى 15 سنة ومن 15 إلى 19 سنة على أن تكون هناك مرافق التدريب. وكان كل نادٍ يملك ما يسمى بمركز تكوين اللاعبين فى سن الـ 16 ولكنه أنشأ مراكز إعداد للصغار من سن 12 سنة ونظم لهم تدريبا يوميا وصقل المهارات الفنية خلال 3 سنوات وهو مشروع الإرشاد الأساسى لتطوير النشأ فى فرنسا وتم إنشاء 7 مراكز تابعة للتحاد وطبقتها الأندية الفرنسية فيما بعد لتدريب الصغار بلاعبين سابقين فالصغار فى حاجة إلى مدربين مقنعين إلى نجوم. وكان التدريب فى السابق يركز على اللمسة الواحدة للكرة والتمرير والتحرك ولكن هولييه رأى أنه يجب أن نسمح لهؤلاء الصغار بتقديم ما لديهم من مهارات وإبداع ومبادرة واللاعبون المدربون جيدا يحتاجون لمدربين أفضل.
** وقد يكون هناك يوما ما مجال للحديث عن تجربة ألمانيا، لكن قبل دراسة التجارب والحديث عنها، علينا أن نعرف ونفهم كيف فزنا ولماذا؟ أو كيف خسرنا ولماذا؟ فإن ذلك من أولى مراحل الإصلاح والتطور فى أى مجال بما فى ذلك الرياضة..؟!