خاص جدا!
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الإثنين 7 سبتمبر 2009 - 9:37 ص
بتوقيت القاهرة
يلعب الإعلام المرئى دورا خطيرا فى ترسيخ مبادئ مهمة عامة وخاصة فى ذهن الناس والمجتمع إذا ما أحسن تناولها واهتم بتفاصيلها. فهل تنبهت أعمال الدراما فى التليفزيون إلى تلك الحقيقة.
تابعت بعضا من حلقات مسلسل النجمة يسرا «خاص جدا» وما يعنينى هنا مسألتان تحديدا: الأولى تصوير حالة مريض الزهايمر بتلك الصورة المزرية البعيدة تماما عن حقيقة طبيعة هذا المرض، وتأثر المريض ومن حوله به. التركيز على كل ما يثير السخرية من تصرفات سيدة مسنة مصابة بالزهايمر بدءا من محاولتها الساذجة للتصابى إلى نكاتها السخيفة عن خطيب فى عمر ابنتها تنتظره، إلى مشهد كامل يرصدها وهى تتبول فى ملابسها لا إراديا. المسألة الثانية تتعلق بآداب وأخلاقيات المهنة وطبيعة عمل طبيب الأمراض النفسية والعصبية.
لا اعتراض بالطبع على أن تستعرض النجمة يسرا جمالها الذى لا تطاله السنين لكن أبسط قواعد أعمال الدراما الجيدة وجود متخصص فى فريق العمل له رأى استشارى يضفى على العمل مصداقية ولا أظن أن ذلك خطر بفكر القائمين على ذلك العمل.
قدر مهم من خطة العلاج تحكمه العلاقة التى يبنيها الطبيب بحرص شديد وفهم ووعى مع مريضه. يبدو الطبيب فيها مهتما بمريضه من موقع محايد تماما فلا يسمح له بتجاوز حدود تفصل بينهما وإلا تعلق به المريض إلى الأبد، وأصبح لا أمل فى شفائه أو عودته لحياته الطبيعية فكيف ترجم العمل هذا؟
ظهرت الطبيبة النفسية طوال الوقت بملابس عارية أظهرت أنوثتها الطاغية وأخفت كل ملامح العلم. وبدا عطفها واضحا على مرضاها فى لمسات يديها الحانية خاصة حينما طلبت من مريضها أن يحلق ذقنه ليلقاها جميلا فى المرة القادمة.
تتالت الأخطاء المهنية ومنها لحظة انهيارها أمام مريضها وهى تحكى له عن مشكلتها الشخصية مع زوجها، لم يظهر للعلم أى أثر يذكر فى الحوار أو الحداث بل تتالت الأخطاء وتعددت ومنها تفاصيل علاقة الحب بين زميلها الذى يعاونها فى عملها ومريضته متعددة العلاقات!
شأن الصحة النفسية وأمراض الشيخوخة أمر يأتى فى مقدمة اهتمامات العالم الآن. فى كندا وأمريكا يزودون مرضى الزهايمر بسوار معدنى يسهل معه تتبع خطواتهم بالساتلايت لو ظلوا الطريق.. وهو أمر وارد لمن تغيب ذاكرته ليعيدوهم لأسرهم التى ترعاهم. ونحن نهزأ بهم ونسخر من مرضهم. بالفعل هذا هو ما يجعل من الدراما المصرية أمرا خاصا جدا.