حگم وجوبى لقاض عادل
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
السبت 7 سبتمبر 2013 - 12:15 م
بتوقيت القاهرة
سطع خبر نشرته «الشروق» صباح الخميس الماضى ليبدد بعضا من سحب الكآبة التى لم تخل منها نهارات شهور عديدة عاشها الوطن وعشناها فيه، كتبت الأستاذة هدى الساعاتى عن حكم لمحكمة القضاء الإدارى بالإسكندرية صدر لصالح سيدة مريضة فى الثامنة والأربعين من عمرها قرر وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية إحالتها قسرا للمعاش بعد إصابتها أثناء العمل بمرض فى شبكية العين دون صرف أى مستحقات، لجأت السيدة للقضاء لتختصم الحكومة التى فى تقديرها ظلمتها ظلما بينا فكيف جاء حكم القضاء؟ الواقع أن الحكم الذى أصدره السيد المستشار محمد عبدالوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة حكم يجب أن يدرس فى كليات الحقوق وأن ينشر على الناس ليعلم الجميع أنه مازال بين رجالات هذا الوطن من يعلى الحق ويحكم بشرع الله ويمس بإحكامه روح القانون فيعلى قدر الرحمة غير غافل عن قيم العدل.
رد القاضى الجليل بحكم يلغى قرار وكيل وزارة الصحة، ويمنح المريضة حقا وجوبيا فى إجازة مرضية استثنائية بأجر كامل إلى أن تشفى أو تستقر حالتها استقرارا يمكنها من العودة إلى العمل أو يتبين عجزها عجزا كاملا وفى تلك الحالة يظل لها الحق فى إجازة مرضية بأجر كامل حتى بلوغها سن الإحالة للمعاش ولا يجوز إحالتها للمعاش قبل بلوغها سن الستين بسبب المرض.
أضاف القاضى العادل أنه يجب منح المرأة المريضة أجرها كاملا شاملا الأجر الأساسى والحوافز والبدلات والمكافآت والأجور الإضافية التى يتطلب الحصول عليها المشاركة والإسهام الفعلى كما لو كانت قائمة بالعمل مشاركة فيه.
خرج القاضى المكلف بالعدل بين الناس من الخاص للعام فأضاف ملاحظة تشير إلى تهميش دور المرأة فى الدستور المعطل الصادر عام 2012 رغم أنها شريكة للرجل فى كل ميادين الحياة وناشد الدولة فى نظامها الانتقالى الجديد أن تمنح المرأة المصرية ما تستحقه فى الدستور الجديد.
ارجو ان تعيدوا قراءة ذلك الحكم الذى جاء فى توقيت يعيش فيه المواطن المصرى تغريبة حقيقية عن معنى الوطن، إنه بلاشك حكم لقاض عدل نافذ البصيرة أعاد لتلك المواطنة أمان نفسها وثقتها فى حماية وطن تعيش على أرضه فى وقت الصحة والمرض. الواقع أن الحكم مس قلبى وعقلى معا ليس فقط لأنه كان لمرأة إنما أيضا لأنه أقر حقا للإنسان فى العلاج والرعاية الاجتماعية على الدولة، تعاقبت وزارات للصحة وتعدد وزراء لها لم يحقق أى منهم فى فترة وجوده طالت او قصرت ما حققه هذا القاضى فى حكم واحد كان لمرأة وعلينا الآن أن نتمسك به للإنسان: المرأة والرجل.
تحية واجبة للقاضى الذى ناصر الوطن والمواطن بحكم واحد.