عسر القراءة
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الإثنين 7 ديسمبر 2009 - 9:47 ص
بتوقيت القاهرة
عسر القراءة هو إحدى الإعاقات الذهنية التى قد يعانى منها الإنسان فى بدايات حياته، حينما يبدأ فى تعلم القراءة والكتابة. يواجه الطفل الذى غالبا ما يكون طفلا يتمتع بذكاء أعلى من أقرانه صعوبة فى ربط الحروف ببعضها فيراها مقلوبة ومختلفة مما يسبب له ارتباكا ذهنيا يعوقه عن القراءة السليمة وبالتالى النطق السليم. وهى مشكلة تواجه عائلة الطفل الذى يزداد ارتباكا فى مواجهة أعباء الواجبات المنزلية ودروس الفصل وحيرته الشديدة بين اجتهاده ونتائجه المتدنية. لا تعترف الأم فى البداية بأن طفلها يعانى من أى إعاقة تمنعه من مواصلة التعليم فى يسر وتلقى باللوم على مدرسته التى لا تبذل جهدا خالصا فى تعليم تلاميذها. لكن الواقع أن اكتشاف الإعاقة مبكرا قد يقى المعلمة غضب الوالدين ومحبى الطفل من أن تصاحبه طوال عسره.
الحديث عن إعاقة عسر القراءة دفعنى إليه خبر أتى من لندن. فقد تم اختيار إدوارد فيكرمان «فى السادسة والعشرين من عمره» كأفضل معلم فى بريطانيا وقد كان يعانى من عسر القراءة. رغم أن إعاقته كانت من أكثر الأنواع تعقيدا إلا أنه تغلب عليها ببسالة وإصرار نادر على أن يتخلص منها. «كانت إعاقتى دائما ما تضعنى على هامش أى مجتمع أرتاده. وكنت أقرأ فى عيون من حولى الأسى وأعرف أنهم لم يتوقعوا لى أبدا أن أكسر قضبان الإعاقة وأحقق أى نجاح غير عادى».
تلك الكلمات كانت حديثه لمن حضروا حفل تكريم فى لندن بعد أن اختار أن يكون معلما يلقن الأطفال أصول النطق ورسم الكلمات التى تعثر فيها فترة طويلة من حياته.
أما من عملوا معه وزاملوه فقد كان رأيهم أنه نجح دائما فى أن يكون مصدر إلهام ومثل للإصرار والفطرة السليمة.
أما كيف نجح فى أن يتحدى إعاقته بجانب رغبته القوية فى أن يمارس حياته بدونها فى حرية فهو اعتماده على التكنولوجيا بدلا من الكتابة بالصورة التقليدية.
التعرف على نوع الإعاقة ورصد أبعادها منذ الطفولة أمر واجب يقى المجتمع معاناة معاقيه يمكن من البداية معاونتهم كالمصابين بعسر القراءة «Dys Lexia» أو الذين يتعلمون ببطء شديد أو من يعانون عيوب النطق أو التوحد وكلها ظواهر للإعاقة تحتاج لدعم شأن الصحة النفسية والعاملين به وهى قضية جديرة بالمناقشة والاهتمام فى بلادنا.