خمسة مطالب.. هل تكتمل؟
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأربعاء 8 فبراير 2012 - 9:00 ص
بتوقيت القاهرة
●● عقب الانتهاء من متابعة تطورات الكارثة، وفى أشد لحظات الغضب والانفعال بالجريمة التى وقعت خرج منى فى اليوم نفسه أول تعليق فى العاشرة مساء مع الإعلامية الشهيرة منى الشاذلى، وقلت بالنص: لى كمواطن مصرى خمسة مطالب فورية لن أتنازل عنها، وهى: إقالة مدير أمن بورسعيد، إقالة المحافظ، إقالة اتحاد الكرة، معاقبة ملعب المصرى بعدم إقامة مباريات به لمدة خمس سنوات، وقبل هذا كله القصاص من القتلة، وبأسرع ما يمكن، والكشف عن نتائج التحقيقات فى جرائم قتل سابقة.
●● كان ذلك نصا واضحا لا يحتمل تفسيرا أو تأويلا، وأظن أنه يجب أن يستقبل كما هو، وقد تحققت ثلاثة مطالب، أما بشأن الملعب، فهذا ليس موجها ضد أهل بورسعيد، وهناك فرق بين أهل المحافظة الذين كانوا بعيدا عن الجريمة، ولا دخل لهم بها، وبين الجمهور أو الدخلاء الذين ارتكبوا الجريمة.. ولأنها كارثة، فلا تظنوا أنه يمكن أن يمر الأمر دون معاقبة الملعب على الأقل.. وآن الأوان لأن نكف عن تدليل الناس، والكيانات، والمحافظات، والملاعب، والهتاف باسمها ووضعها فى جمل غير مفيدة، تعكس لغة جيل شاخ أو صغر مازال يعيش فى داخل كتاب مغلق عمره 30 سنة.. وأكرر السؤال: متى إذن تعاقب ملاعب ومواقع وقعت فيها جرائم خاصة أنها سابقة عالمية ودولية ومعروفة؟
●● الآن يجد بعض كارهى الرياضة الذين يعتبرونها لهوا ومضيعة للوقت، يرون فى الكارثة فرصة للإنقضاض وهم ينقضون ويهجمون، وربما لهم عذرهم، فهم وسط محيط ومناخ مريض اختلطت فيه الأرواح الشريرة بالروح الرياضية، والجهل والشعوذة والعصبية والاحتقان، بقيم الرياضة الحقيقية والسامية، فاغتيلت كل المعانى الجميلة فى هذا النشاط الإنسانى، الذى يدعو للسلام والمحبة والتنافس الشريف، وهؤلاء لهم عذرهم فهم يرون فى مباريات الملاكمة اللكمات المتبادلة ولا يرون كيف يصافح الفائز المهزوم وكيف يشد على يده.. والآن أيضا أرى ملامح عودة الروح والتكاتف، والترابط بين الفرق والأندية والنجوم والجماهير.. أرى ذلك بعد ثمن باهظ للغاية دفعته الرياضة والمجتمع الذى ظل ينتظر كارثة كى يفيق من مناخ الكراهية والاحتقان فى ساحات الرياضة الحقيقية.
●● الآن أيضا تتلقى الأندية والفرق المصرية دعوات من الأشقاء العرب فى السودان والجزائر لإقامة مبارياتها الأفريقية، ودون مبالغات، وعلى الرغم من أن الأمر أصغر من تفسيره، فهذا جزء بسيط من معنى واضح، وهو أن العمق العربى ومحيطنا العربى جزء من العمق والأمن المصرى، فمصر ابنة إقليمها ومحيطها.. وتقوى به ويقوى بها.. وأكرر أنه مجرد معنى.