بدون جمهور أفضل جدًا
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأحد 8 فبراير 2015 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
• أبسط قواعد التدريب أن يكون بدون جمهور.. لا يحدث أن تفتح أبواب برشلونة وريال مدريد ومانشستر يونايتد أو حتى فى كاظمة بالكويت أو فى الرفاع الغربى والمحرق بالبحرين أو فى الوحدة والأهلى نجمى دربى العاصمة اليمنية.. فهل تريدون أمثلة أخرى؟
• الأندية المصرية تفتح أبوابها أمام الجماهير لحضور التدريبات. وهى بدعة من بدع الكرة المصرية، وافتكاسة من افتكاسات إدارات الأندية، التى ترضخ للضغوط الجماهيرية. وحين حاول مانويل جوزيه يوما ما أن يمنع الجمهور من الحضور تعرض للهجوم من جمهوره الذى يحبه وتراجع مع أنه كان راسبوتين الأهلى، وفيه من الراهب الروسى قوة الشخصية وليس كل مواهبه؟
• يقال إن البرتغالى فيريرا يرفض حضور الإعلام والإدارة والجمهور تدريبات االزمالك. والرجل معه حق، فليس من حق كل هؤلاء حضور المران، والهتاف والتشجيع والتدخل فى أسلوب التدريب أو فى خطط اللعب المقبلة، فما نمارسه فى هذا الشأن هو فوضى مماثلة لفوضى تشابك خيوط الكنافة بالضبط.. ثم إن حضور الجمهور يضيع تركيز اللاعبين، بتلك الهتافات أو اللافتات أو التدخلات، والإفتاء بتشكيل للفريق فى مبارياته القادمة.. وليست تلك هى المرة الأولى التى أتناول فيها مشكلة حضور الجمهور تدريبات الفرق ولن تكون الأخيرة، فى المائة عام الأخيرة من عمر المحروسة، نرى كثيرا جدا من القواعد مثقوبة، وثقوبها تنافس «خرم التعريفة»، الذى يتباهى به الشعبيون بأنهم ثقبوه أو «خرموه».. والتدريب بدون جمهور أفضل جدا؟!
• بعيدا عن الثقوب، أخشى أن الدورى بصدد الدخول فى دوامة خطيرة بشأن الاتهامات التى توجه للتحكيم وللحكام.. وأكرر أننى أحذر من كرة نار أخرى، تهبط من فوق التل، وتهدد بحرق ما فى طريقها.. والكرة الأولى كانت كرة الغضب الجارف، والاحتقان فى أوساط الجماهير، وحذرت منها فى ديسمبر 2010.. والصمت خطر وسلبية تستحق الحساب لو وقع ما أخشاه، وقد وقع ما سبق أن خشيته فى فبراير 2012؟!
• يبقى أن أحذر كل إعلامى رياضى يمارس عمله من مقاعد المتفرجين، ويدفع الجماهير إلى الاختصام، وهو لايدرى أن هذا الضوء الذى يحيط به نفسه سوف يحرق الفراشات التى تحوم حوله، وسوف يحرق ساحة الملعب وميدان اللعب، وسيكون هو أيضا أول من يحترق بتلك الحرارة..؟!
•••
• خارج إطار الكنافة: لاعب التنس البريطانى أندى موراى، وصيف بطولة أستراليا، والذى يتدرب لمدة ثلاث ساعات ونصف الساعة يوميا بملعب التنس، ثم لمدة ساعتين صافيتين فى الجمانزيوم بجانب الجرى لمسافات قصيرة (سبرنتات) فوق رمال الشاطئ.. سجل فى ضربة إرساله سرعة قدرها 213 كم فى الساعة.. ومن الأرقام التى لفتت نظرى أيضا أن عدد الذين يلعبون كرة القدم فى إنجلترا يبلغ 4 ملايين و880 ألف لاعب.. وهو رقم ضئيل قياسا بعدد اللاعبين والمدربين فى مصر إذ يقترب من 80 مليونا، فيما يلعب الباقى من الشعب لعبات أخرى؟!
• فى ألمانيا ناد يلعب بالدرجة الثانية وهو يونيون برلين، قرر تجديد التعاقد مع لاعبه بينامين كويلر حتى نهاية عام 2016، على الرغم من أن عقد اللاعب ينتهى هذا الموسم. سبب تجديد التعاقد هو اكتشاف إصابة كويلر بمرض السرطان.. «برضه حلوة الإنسانية».. وأسمع من يسأل يعنى إيه إنسانية؟!