الأونروا هى العقبة الكبرى فى وجه السلام
من الصحافة الإسرائيلية
آخر تحديث:
الخميس 8 فبراير 2018 - 10:10 م
بتوقيت القاهرة
خطاب الرئيس ترامب «حالة الأمة»، بالإضافة إلى تقارير وإشارات تدل على نية الإدارة الأمريكية إلغاء تعريف مصطلح اللجوء الفلسطينى الإشكالى بصورة كاملة والذى يُعتبر فى إطاره أحفاد اللاجئين لاجئين، كل ذلك يشكل منعطفا مهما بالنسبة إلى حل النزاع الفلسطينى – الإسرائيلى.
بخلاف المفوضية الدولية لشئون اللاجئين التى تُعنى بجميع اللاجئين فى العالم، حددت الأونروا تعريفها الخاص باللاجئين الفلسطينيين، والذى كانت نتيجته زيادة عددهم بأرقام مستحيلة تصل إلى نحو 5.3 مليون. ومعنى هذا التعريف المصطنع استمرار الزيادة فى أعداد اللاجئين بصورة تجعل من الصعب التوصل إلى حل للنزاع.
ليس هذا فقط، فبدلا من أن تشجع الأونروا مبادرات تدفع قدما إلى ثقافة السلام لدى الفلسطينيين وتحول الأموال إلى أهداف إنسانية بحتة، فهى تخلق وتنمى عقلية الضحية فى المجتمع الفلسطينى، من خلال التحريض المستمر ورفض السلام. على سبيل المثال، فى جهاز التعليم فى الأونروا يعلمون الأولاد الإيمان بأنهم «سيعودون» ذات يوم إلى جميع أرض إسرائيل، وينهون دولة اليهود، وهنا تظهر المفارقة الخطرة فى حال هذه المنظمة التى جاءت لحل مشكلة اللجوء، فإذا بها، عمليا، تحافظ على استمرارها.
بعد التصريحات الأخيرة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ضد الصهيونية وحق اليهود فى تحديد المصير، بات واضحا للجميع أن الرفض الفلسطينى هو جذر النزاع، الذى سينتهى، مثل كل النزاعات الأُخرى فى التاريخ، عندما يصبح الطرف الذى تسبب بالنزاع مستعدا للتخلى عن تطلعاته الضخمة.
إن طريقة تعريف الولايات المتحدة اللاجئين تشبه ما هو موجود فى دول أُخرى. وبحسب التعريف المتفق عليه، لا يمكن انتقال وضع لاجئ بالوراثة إلى من يملكون جنسيات أُخرى، أو إلى شخص يعيش عمليا على أرضه. فى المقابل، يعيش مئات الفلسطينيين اليوم فى يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وغزة اللتين بحسب ادعائهم، تشكلان جزءا من وطنهم.
إذا شطبنا من قائمة الأونروا اللاجئين الذين لا يدخلون ضمن نطاق أى مجموعة من المجموعات الثلاث، نعود إلى رقم منطقى يتراوح بين 20 ألف و30 ألف لاجئ فلسطينى فى فترة حرب الاستقلال (حرب 1948). طبعا، فى استطاعة سائر الأشخاص طلب مساعدة الأونروا، لكن الأخيرة لن تعتبرهم لاجئين.
إذا كانت دول العالم مهتمة بتمويل مساعدة إنسانية حقيقية للفلسطينيين، فعليها أن تفعل ذلك من خلال قنوات متعددة بديلة هدفها بناء مستقبل أفضل للسكان. أولا، يجب على هذه الدول التوقف عن استخدام مصطلح «لاجئين»، وليس المقصود التعبير اللفظى فقط؛ فتغيير المصطلح يمكنه تحديدا أن يزرع الأمل لدى الفلسطينيين بمستقبل أفضل، بدلا من المحافظة على عقلية الضحية ونقلها إلى الأجيال المقبلة. ثانيا، يجب تقديم الأموال إلى الفلسطينيين شرط أن يندمج هؤلاء فى الدول التى تستضيفهم، أو من أجل مساعدة هؤلاء الذين يعيشون خارج الضفة الغربية وغزة على إيجاد دولة ثالثة يستطيعون الهجرة إليها. ثالثا، التأكد من أن أى مبلغ سيُصرف لن يُستخدم فى الإرهاب، وفى التحريض.
سيؤدى استخدام هذه الخطوات إلى اعتراف السلطة الفلسطينية بهزيمتها فى حربها ضد حق الشعب اليهودى فى
تقرير مصيره، وسيضع حدا لاستخدام زعماء فلسطينيين لشعبهم ومؤيديهم لإحباط حل النزاع وتحقيق السلام.
جورج رومان - مدير منتدى الشرق الأوسط
«يسرائيل هَيوم»