(الشرطة والشعب..إيد ورقبة)
غادة عبد العال
آخر تحديث:
الجمعة 9 مارس 2012 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
لأسباب معروفة ومفهومه يوجد حاليا جوه كل مواطن مصرى ميراث من الكراهية تجاه الشرطة تراكم لسنين طويلة، ولهذا ولفترة طويلة بعد 25 يناير كان مجرد وجود ضابط شرطة بملابسه الرسمية قدام الناس شىء مستفز خاصة بعد الانسحاب المخزى للشرطة يوم 28 وفتح السجون وخروج المسجونين، فتعددت الحوادث التى تم فيها الاعتداء على ضباط شرطة وضربهم، بل وأصبح من الطبيعى أن البلطجى لو شاف ضابط شرطة، يروح يلم أصحابه ويضربوه... المحصلة النهائية إن الشرطة فقدت هيبتها وعشان كده ناس كتير فكروا يغيروا شعار الشرطة إلى «الشرطة فى عرض الشعب»، لكن لازم كلنا نفهم إن زى ما رقبة الشرطة ـ بدت فى وقت ما ـ أنها فى يد الشعب، الشىء نفسه ممكن نطبقه على احتياج الدولة لجهاز الشرطة.
أى دولة فى العالم فى حاجة لجهاز شرطة، يحمى المسالمين ويوقف المجرمين ويطبق القانون على الجميع بدون استثناءات مما يجعل أفراده محل تقدير واحترام، إزاى نوصل للمرحلة دى؟ هو ده السؤال اللى فيه ناس كتير أدلوا بدلوهم للبحث له عن إجابة، تراوحت الاقتراحات بين إعادة هيكلة، وحركة تنقلات وعلاج نفسى وتغيير زى، ووصلت حتى المطالبة بإقالة كل أعضاء جهاز الشرطة واستبدالهم بخريجى أو طلبة كليات الشرطة.
وبينما كلها حلول منطقية ومعقولة، لكن أعتقد إننا بتطبيقها هنكون بنغير تغييرات سطحية بينما تظل هناك مشاكل عميقة فى طريقة تدريب وعمل ضابط الشرطة مع الوقت هتوصل حالة الشرطة لنفس النقطة اللى وصلنالها دلوقت. على سبيل المثال، الجميع بيشتكى من العنف الزائد من الشرطة أثناء توقيف المتهمين، من أسباب الموضوع ده إن طالب كلية الشرطة لا يتلقى تدريبا كافيا على الرياضات القتالية، ما يعرفش يجرى ورا المجرم الخطر ويلف دراعه كده ودراعه التانى كده بحركتين من بتوع ستيفن سيجال فيقيد حركته، ما بيعلموهوش فى الكلية غير أسلوب فريد شوقى فى إنه يفضل يضرب فى المتهم عشان يفقده قدرته على المقاومة وساعتها بس ـ من وجهة نظره ـ يقدر يسيطر عليه ويحبسه. المثال التانى هو وقت التحقيق، برضه ما بيتعلمش غير طريقة أشرار أفلام نادية الجندى، إضرب وعذب، أو خلى المخبرين يضربوا ويعذبوا، لأنه برضه ما اتعلمش حل تانى، ومافيش معاه فريق تحقيق جنائى مختص، لا فيه بتوع بصمات ولا فيه بتوع (دى إن إيه) ولا فيه خبراء مراقبة تليفونات لأن كل دول مجندين فقط لخدمة أمن الدولة وهو مطالب بـ(سكور) فى عدد القضايا آخر كل (سيزون).
أما عن ساعات العمل والمرتبات فضابط الشرطة الصغير مدة عمله فى اليوم هى 16 ساعة أحيانا بتوصل لـ24 وماعندوش إجازات وبيقبض 1000 جنيه، وده مبرره لأن أعصابه تبقى على شعرة أو أنه يعتمد بشكل كبير على المخبرين وأمناء الشرطة ويغمض عينيه عن اللى بيعملوه أو يشاركهم فى تلفيق القضايا أو إيده تتمد على الأحراز تحت شعار «على أد فلوسهم وهو أنا هاقطع روحى يعنى؟»، أما ظابط الشرطة الشريف اللى كان بيمسك على رئيسه مستندات أو مشاهدات تثبت فساده كان بيعاقب ويتنقل وأحيانا بيقعد فى بيتهم، وترقيته فى إيد اللى أكبر منه مش بناء على كفاءته ولا على نزاهته لكن على قد ما بيخدم الرؤساء. كل دى مش مبررات لانحراف بعض ضباط الشرطة، لكنها إشارات تحذير... عشان نبنى جهاز شرطة نفتخر بيه لازم نبقى فاهمين إن فيه نقط ضعف كتير من أول السطر مش من آخره. فيه ضباط شرطة حاليا بيطالبوا بكل التغييرات دى وإحنا لازم نبتدى نساعدهم فى مطالبتهم بحقوقهم فى تعليم وتدريب وظروف عمل مناسبة، لأنهم فى الآخر مواطنين مصريين وفى المستقبل مش هيستفيدوا لوحدهم من التغيير كلنا فى الآخر هنجنى الثمار مع بعض ويمكن فعلا ييجى اليوم اللى نهتف فيه من قلبنا «الجيش والشرطة والشعب إيد واحدة».