الزمالك نتيجة جيدة.. بمخاطرة!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الإثنين 8 أبريل 2019 - 10:30 م
بتوقيت القاهرة
** حقق الزمالك نتيجة جيدة فى مواجهة بطل المغرب حسنية أغادير، لكن المغامرة بالدفاع كأسلوب فى المواجهة عرض مرمى الفريق لأخطار. فعندما يكون جنش وطارق حامد ومحمود عبدالعزيز نجوما فى مباراة، فإن ذلك يعنى أن الزمالك تعرض لضغط كبير. وعندما يوصف جنش بأنه كان بطلا متألقا، فهذا يعنى أن مرماه تعرض لخطر كبير.. وهذا يقودنا إلى إشكالية جدلية قديمة وهى: النتيجة أم الأداء؟
** قبل إعادة مناقشة قضية النتيجة أم الأداء.. غاب عن الزمالك أحد أبرز نجومه وهو فرجانى ساسى، كما غاب كهربا أحد أذرع الفريق الطويلة والسريعة. وحل محمود عبدالعزيز محل ساسى وكان ذلك متوقعا. لأن محمود عبدالعزيز لاعب وسط مدافع. ودوره يختلف تماما عن دور ومهام ساسى. والاختلاف يرجع للتكليف من جانب جروس وفقا لتكتيكه وهدفه من المباراة. والاختلاف أيضا يرجع للفارق الفردى بين فرجانى ساسى وبين محمود عبدالعزيز.
** فرجانى ساسى مفتاح بناء الهجمات وموزع تمريرات، ومدافع بنسبة 40% أو أقل ومهاجم بنسبة 60 % أو أكثر. وهو يعزز عدد المهاجمين بتقدمه المستمر ويقتحم منطقة جزاء المنافس، ويسجل الأهداف من جمل تكتيكية أو من كرات ثابتة. بينما محمود عبدالعزيز مدافع وسط قوى وجيد بنسبة 60% وتقدمه يكون بهدف التسديد من خارج الصندوق كأحد حلول الفريق للتهديف.. وهنا لا يعنى الدفع بمحمود عبدالعزيز بأنه سيقوم بنفس دور ومهام ساسى، وبطبيعة الحال تأثر الجزء الهجومى للزمالك بغياب النجم التونسى.
** لكن الدفاع كان اختيارا إستراتيجيا لجروس.. وفى هذا الاختيار مغامرة ومخاطرة. والدليل أن مرمى الزمالك تعرض للضغط، وأن جنش تألق فى التصدى لكرات وفرص خطيرة. ومازلت أرى أن مثل تلك الاختيارات لفرق كبيرة تكون ناقصة يجب أن تدافع وتهاجم ولو بنسب مختلفة حسب مكان الملعب والمباراة. كذلك تأثر الشق الهجومى للزمالك بغياب كهربا وهو بسرعته يستطيع أن يساهم فى الهجوم المضاد لاسيما فى الجزء الأخير من المباراة حين يندفع حسنية أغادير بدافع الوقت الذى يمر تاركا مساحات فى دفاعاته وهو ما حدث فى لقطة مهمة، عندما مرر محمد إبراهيم تمريرة ساحرة إلى أوباما ليسجل لكنه لم يسجل!
** فى قضية النتيجة أم الأداء.. أجد أن مجتمع كرة القدم فى مصر يصدر بإصرار فكرة أن النتيجة تعلو على الأداء الممتع. وهو ما ترتب عليه مباريات بليدة خالية من المتعة، حتى لو كانت محشودة بالإثارة أو منفوخة بها، مثل بالونة يملؤها الهواء الفارغ. ولذلك نملك مئات التصريحات لمدربين ولاعبين وإعلاميين يتحدثون عن النتيجة بجملة: المهم النتيجة. وذلك تبريرا لضعف الأداء. علما بأنه فى كرة القدم كلما ارتفع مستوى أداء فريق فإن نتائجه تعلو على نتائج غيره غالبا. وإذا نظرتم للفرق الكبرى فى الحاضر وفى الماضى، سترون أنها حققت بطولات وانتصارات بأداء متميز وممتع، وأن الفرق التى تلعب على النتيجة قد تنتصر مرة ولكنها لا تنتصر غالبا.. هل الفارق بين مرة واحدة وبين غالبا واضحا؟!
** الزمالك حقق نتيجة جيدة أمام حسنية أغادير.. ولكن الأداء الدفاعى الكامل كان فيه مغامرة ومخاطرة. ولا مانع من الدفاع النسبى خارج الأرض، لكن حين يمتلك الفريق الكرة عليه أن يشكل خطرا على مرمى المنافس بهجوم مضاد سريع وبجمل تكتيكية مبتكرة.. ففى كثير من الأحيان وفى أداء كثير من الفرق نرى جمالا ومتعة فى الهجوم المرتد المحسوب والمؤثر انطلاقا من موقف الدفاع..!