الشرق الأوسط ــ لندن: تحذيرات من تباطؤ تنفيذ سياسات «صفر انبعاثات»
صحافة عربية
آخر تحديث:
الخميس 8 أبريل 2021 - 8:00 م
بتوقيت القاهرة
نشرت جريدة الشرق الأوسط اللندنية مقالا للكاتب وليد خدورى، تناول فيه محاولات دول العالم للوصول لعالم خالٍ من الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2050، والتحضير لمؤتمر الأمم المتحدة المناخى الـ26 لبحث ما يمكن تنفيذه لتحقيق هذا الهدف مع ذكر أبرز المخاوف التى تنتاب الدول المشاركة فى المؤتمر... جاء فيه ما يلى:
عُقد الأربعاء الماضى 31 مارس 2021 عبر الفيديو كونفرانس المؤتمرالـ26 لوكالة الطاقة الدولية (الممثلة للدول الصناعية) وفريق الأطراف للأمم المتحدة (المسئول عن مؤتمرات تحسين المناخ الدولية الذى حقق اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015). تركز النقاش على درجة النجاح فى تحقيق الهدف الطموح للوصول إلى عالم خالٍ من الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2050، والعراقيل التى تواجه تحقيق هذا الهدف.
شارك فى المؤتمر الافتراضى وزراء ومسئولون كبار من أكثر من 40 دولة، منها: كندا، والصين، والاتحاد الأوروبى، واليابان، ونيجيريا، وبريطانيا، والولايات المتحدة، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات دولية، ورؤساء شركات صناعية والمنظمات غير الحكومية. شكل المؤتمر الافتراضى خطوة مهمة فى التحضير لمؤتمر الأمم المتحدة المناخى الـ26 الذى سيعقد فى جلاسكو، خلال شهر نوفمبر المقبل ليبحث ما يتم تنفيذه فعلا من قبل الدول والشركات الصناعية فى محاولة الوصول إلى كرة أرضية خالية كليا من الانبعاثات بحلول منتصف القرن. برزت فى أثناء المناقشات مخاوف من تأخر مواعيد تنفيذ الالتزامات التى تعهدت بها بعض الدول. كما التأثير السلبى الذى يتركه تقاعس بعض الدول فى التعاون مع الدول الأخرى (فى المجالات العلمية والاقتصادية)؛ مما يؤخر من إمكانية تحقيق الأهداف المرجوة فى الأوقات المحددة لها.
وبحسب رئيس فريق الأطراف للأمم المتحدة للمؤتمر المناخى الـ26، أتوك شارما «لقد آن الأوان لدول العالم للانتقال من عقد البحث فى التغيير المناخى إلى العمل على تنفيذ الالتزامات للوصول إلى عالم خالٍ من الانبعاثات بحلول عام 2050. هذه فرصة يمكن تحقيقها إذا عملت الدول، الواحدة مع الأخرى. إذ باستطاعتنا من خلال هذا التعاون المشترك أن نلتزم بمواعيد الاستحقاقات التى تعهدت بها الدول، وسنستطيع أن نسرع بمرحلة التحول، خلق وظائف أكثر، تحقيق الرفاهية، ونحمى الكرة الأرضية للأجيال المقبلة».
كما صرح المدير التنفيذى لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، بأنه بنهاية عام 2020 «ارتفع الانبعاث الكربونى العالمى عما كان عليه قبل نشوب الجائحة، وأن العام الماضى شهد أبطأ تقدم فى ترشيد الطاقة مقارنة بالسنوات الماضية». وأضاف، أن «تحليلنا واضح جدا. فمن دون مبادرات لدعم فاعلية وكفاية الطاقة عالميا، فلن تتوافر لنا إمكانية تحقيق أهدافنا الطاقوية والبيئية». وناشد بيرول «الدول فى تحسين كفاية السياسات الحالية المعتمدة من أجل الوصول إلى مجموعات جديدة من السياسات. وهناك إمكانية تحقيق هذا التطور من خلال الاستعمال الأمثل للحاسوب والشبكات الذكية وغيرهما من التقنيات الحديثة».
تعهد بيرول، أن وكالة الطاقة الدولية ستنشر فى 18 مايو المقبل أول خريطة طريق مفصلة وشاملة لمحاولات قطاع الطاقة العالمى الوصول إلى مجتمع دولى خالٍ كليا من الانبعاثات عام 2050. يكمن الهدف من التقرير فى تحديد ما هو مطلوب عمله من كل من الحكومات والشركات والمستثمرين والمواطنين لتقليص الانبعاثات لكى لا تزداد الحرارة سنويا عن 1.50 درجة مئوية. وسيشكل التقرير أول كشف حساب من نوعه لما تقوم به الأطراف أعلاه فى هذا المجال، من أجل مساعدة مؤتمر غلاسكو تحديد الأولويات والمسئوليات. كما، فى نفس الوقت، يتوقع أن يكشف التقرير عن الجهات المقصرة فى تعهداتها والتزاماتها.
من المعروف أن الاهتمام بمؤتمرات الأمم المتحدة للمناخ أخذ أبعادا واهتمامات واسعة، بعد نجاح مؤتمر باريس للمناخ فى عام 2015، حيث التزمت الأغلبية الساحقة لدول العالم فى العمل على عدم ارتفاع درجة الحرارة السنوية عن 1.5 درجة مئوية.