عبدالقادر الجيلانى.. صوفية تصلح لكل العصور
ناجح إبراهيم
آخر تحديث:
الجمعة 8 مايو 2020 - 9:40 م
بتوقيت القاهرة
التصوف ليس مأخوذا عن القيل والقال، بل مأخوذا من ترك الدنيا وأهلها، وقطع المألوفات والمستحبات، ومخالفة النفس والهوى، وترك الاختيارات والإرادات والشهوات، ومقاساة الجوع والسهر، وملازمة الخلوة والعزلة.
كل حقيقة لا تشهد لها الشريعة فهى زندقة.
السير سير القلب، القرب قرب الأسرار، العمل عمل المعانى مع حفظ حدود الشرع بالجوارح والتواصل لله ولعباده.
إذا عاديتَ نفسك فى حبِّ الله، كان جوابُك منه أن يصلحها لك، ويلهمها الطمأنينة، فتكون طوعك وخادمة لك.
ويحكم يا متكبرين عبادتكم لا تدخل الأرض، وإنما تصعد للسماء
« إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ»
يا غلام التصوف مشتق من الصفاء، صف قلبك بأكل الحلال صف لقمتك وحرفتك وقلبك لتصير صافيا.
الفقير هو الذى لا يستغنى بشىء من دون الله تعالى وطريقه جَدٌ كله فلا يخالطه بشىء من الهزل.
إذا كان التوحيد بباب الدار والشرك داخل الدار فذاك النفاق بعينه
حياة القلب بالخروج من الخلق والقيام مع الحق سبحانه.
الإقبال على الخلق هو عين الإدبار عن الحق.
صحبتك للأشرار توقعك فى سوء الظن بالأخيار.
إذا أنكرت على نفسك قدرت أن تنكر على غيرك.
يا طالب الهوى: كرر درس الشوق فى مدرسة: (أنا جليس من ذكرنى).
إذا غردت بلابل التوحيد على أغصان أشجار المعرفة، صدحت حمامات القلوب، بذكر المحبوب.
كل من واددته تصبح بينك وبينه قرابة فانظر لمن توادد.
الذاكر لله حى ينتقل من حياة إلى حياة فلا موت له سوى لحظة.
لا تتبع عورة أخيك، لا تكشفْ ما غطاه، لا تهتكْ ما يُحب ستره، لا تؤاخذه بزلتهِ، أقمْ لكل شىء عُذرا.
ثلاثة تضيع بها وقتك: التحسر على ما فاتك لأنه لن يعود، ومقارنة نفسك بغيرك لأنه لن يفيد، ومحاولة إرضاء كل الناس لأنه لن يكون.
تب واثبت على توبتك فليس الشأن فى توبتك الشأن فى ثباتك عليها.
أنوار الإنابة تشرق على وجوه التائبين.
يا أيوبَ المحبة: ما الذى ثبّتك على الصبر؟ قال: سرٌّ شاهدته، وحبيبٌ نادمته، فمن رأى الحبيب طاب له البلاء.
الناظر إلى غير الله ميت.
من شرط المحبة الموافقة ومن شرط العداوة المخالفة.
محبة الله عز وجل ليست هينة حتى يدعيها كل أحد.
المؤمن غريب فى الدنيا مسجون فيها، وإن كان فى سعة من الرزق. فهو فى سجن الباطن: بشره وسروره فى وجهه، وحزنه فى قلبه، عرف الدنيا فطلقها.
من استغنى بالله عز وجل: احتاج إليه كل شىء، وهذا شىء لا يجىء بالتحلى ولا بالتمنى، ولكن بشىء وقر فى الصدور وصدقة العمل.
ليكن الخرس دأبك، والخمول لباسك، والتهرب من الخلق كل مقصودك، وإن قدرت أن تنقب فى الأرض سربا تختفى فيه فافعل، يكون هذا دأبك، إلى أن يترعرع إيمانك، وتقوى قدم إيمانك، وتنفتح عينا قلبك، فحينئذ أطلق لسانك فى الكلام، واخلع لباس الخمول، واترك الهرب من الخلق، واخرج إليهم، فإنك دواء لهم، لا تبالِ بإقبالهم وإدبارهم، وحمدهم وذمهم، فأنت مع ربك عز وجل.
حصل الرفيق قبل الطريق، والجار قبل الدار، والأنيس قبل الوحشة، والحمية قبل المرض، والصبر قبل البلية، والرضا قبل القضاء، كن مع الله صامتا عند مجىء قدره وفعله، حتى ترى منه ألطافا كثيرة.
إن لم تطعك نفسك فيما تريد من طاعة الله عز وجل، فعاقبها بسياط الجوع والعطش والذل والعرى والخلوة، فنفسك إن لم تركبها ركبتك.
لا فلاح لقلبك وفيه أحد غير الله عز وجل، لا ينفعك إظهار الزهد فى الأشياء، مع إقبالك عليها بقلبك، أما تستحى أن تقول بلسانك: توكلت على الله، وفى قلبك غيره؟!
لا تغتر ببعض العلماء، فإنهم علماء بحكم الله، جهال بذاته.
لا تيأس من رحمة الله عز وجل بمعصية ارتكبتها، بل اغسل نجاسة ثوب دينك، بماء التوبة والثبات عليها، والإخلاص فيها.
لا تكن كحاطب الليل، يحطب ولا يدرى ما يقع بيده، هذا شىء لا تحصل عليه بالتمنى والتحلى، والتكلف والتصنع، ولكن هو شىء وقر فى الصدر، وصدقه العمل.
اعمل ثم انفرد فى خلوتك عن الخلق، واشتغل بمحبة الحق عز وجل، فإذا صح لك الانفراد والمحبة، قربك إليه، وأدناك منه، وأفناك فيه.. ثم إن شاء الله، يظهرك للخلق.
هذه بعض الكلمات الرائعة للعلامة عبدالقادر الجيلانى الصوفى الزاهد السنى الورع والفقيه العراقى الحنبلى ومؤسس الطريقة الصوفية القادرية الملقب بسلطان الأولياء الذى ولد فى «جيلان»، وكان أبوه من كبار علماء جيلان وأمه عرفت بالكرامات، وكان الجيلانى يتكلم فى 13 علما، وقال عنه الهروى: «خدمت الشيخ أربعين سنة فكان يصلى الصبح بوضوء العشاء»، وقال عنه الشيخ أحمد الرفاعى: «الجيلانى رجل بحر الشريعة عن يمينه وبحر الحقيقة عن يساره من أيهما شاء اغترف لا ثانى له فى عصره»، وقد شيعه خلق لا يحصون ودفن بمدرسته ببغداد.