الحرية لمجدى أحمد حسين
وائل قنديل
آخر تحديث:
الثلاثاء 8 يونيو 2010 - 10:06 ص
بتوقيت القاهرة
فى الثانى من أغسطس المقبل، يكون الزميل الأستاذ مجدى أحمد حسين قد أمضى 18 شهرا، هى ثلاثة أرباع عقوبة الحبس جراء محاولته التضامن مع غزة أثناء العدوان الإسرائيلى البربرى عليها فى ديسمبر 2008.
لم يدخل مجدى حسين السجن عقابا على إغراق عبّارة وقتل أكثر من ألف راكب على متنها، ولم يحبس لأنه ارتكب جريمة مخلة بالشرف أو هرب إلى أوروبا بعدة مليارات من البنوك المصرية، بل تم سجنه فى قضية تعتبرها الحكومة المصرية الآن مدعاة للفخر والاعتزاز، وهى محاولة كسر الحصار المفروض منذ سنوات على غزة.
وإذا كان الدكتور مفيد شهاب وزير المجالس النيابية والشئون الدستورية يتحدث بكل فخر عن النائبين المصريين اللذين اعتقلا فى ميناء أشدود ضمن الحملة الدولية لكسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطينى، ويعتبر أن النائبين شرفا مصر ورفعا رأسها عاليا، كما أن النائبين جرى استقبالهما استقبال الأبطال، وحلا ضيفين على كل برامج الفضائيات والأرضيات، بوصفهما اثنين من أبناء مصر الشجعان ضربا المثل والقدوة فى الانتصار للعدل وللإنسانية ولروابط الدم والدين والجوار.
إذا كنا نعتبر النائبين محمد البلتاجى وحازم فاروق بطلين، فإن مجدى أحمد حسين بالمعيار ذاته أيضا كان بطلا وشجاعا حين قرر أن يذهب إلى الأشقاء المحاصرين فى غزة، ومن ثم لا فرق بين ما فعله النائبان وما فعله حسين، اللهم إلا أن نائبى الإخوان حاولا التضامن مع غزة عن طريق البحر، فيما تضامن حسين عن طريق البر، حيث قطع الرحلة وحده من رفح المصرية إلى رفح الفلسطينية وألقى القبض عليه أثناء عودته وقدم للمحاكمة العاجلة وصدر الحكم بحبسه عامين.
ولسنا هنا بصدد التعليق على حكم القضاء، أو الاعتراض عليه، فقط كل ما نرجوه أن ينظر من بيدهم الأمر فى أمر مجدى حسين، بعين العفو، خاصة أن الرجل يقترب الآن من إمضاء ثلاثة أرباع العقوبة، وهو مرة أخرى لم يكن تاجر مخدرات ولا قاتلا محترفا أو قاطع طريق، هو مجرد كاتب وصحفى ومعارض سياسى محترم، فمن باب أولى، فى ظل هذه الالتفاتة الرسمية لمأساة الشعب الفلسطينى، وبعد قرار الإدارة المصرية بفتح معبر رفح انطلاقا من حتمية إنهاء الحصار على غزة، أن ينظر فى إطلاق سراح مجدى حسين باعتبار ذلك رسالة سياسية وأخلاقية إلى الجميع بأن مصر بالفعل ضد الحصار.
والمطلوب الآن من كل القوى الوطنية والهيئات وعلى رأسها نقابة الصحفيين التى لم يتفضل نقيبها ولا أعضاء مجلسها الموقر بزيارة مجدى حسين فى محبسه منذ ستة أشهر أن تتبنى حملة شعبية تطالب بالإفراج عنه، كى تصبح أفعالنا متسقة مع أقوالنا.
wquandil@shorouknews.com