فشل المتمردين فى القصير ناجم عن السياسة الأمريكية المترددة إزاء الأزمة السورية
أليكس فيشمان
آخر تحديث:
السبت 8 يونيو 2013 - 9:37 ص
بتوقيت القاهرة
تحرير/ راندا حيدر
يمكن القول إن مقاتلى حزب الله هم الذين تسببوا بحسم المعركة فى مدينة القصير فى سوريا لمصلحة نظام الرئيس بشار الأسد. وهذا يدل على الأهمية الكبيرة التى يوليها الحزب للسيطرة على هذه المدينة القريبة من الحدود مع لبنان، والتى يمكن أن تشكل محطة مهمة لانتقال التمرد السنى من سوريا إلى الأراضى اللبنانية.
إن السؤال المطروح الآن هو: هل سيقوم حزب الله بالتغلغل أكثر فأكثر داخل الأراضى السورية، ويضطلع بدور مباشر فى الهجمات التى يخطط الجيش السوري لشنّها على مناطق أُخرى فى مقدمها حمص وحلب؟. فى حال حدوث ذلك، فإنه يعنى أن حزب الله تحوّل بدعم من إيران إلى قوة مركزية فى محاولة حسم الحرب الدائرة فى سوريا كلها لمصلحة نظام الأسد.
وتشير التقديرات الأمنية السائدة فى إسرائيل إلى أن معركة القصير لا تنطوى على نقطة تحول دراماتيكية فيما يتعلق بوقائع الحرب الدائرة فى سوريا، وإلى أن أوضاع نظام الأسد ما زالت صعبة للغاية. ومع ذلك، فإنه لا يجوز أن نتغاضى عن حقيقة أن الفشل الذريع الذى مُنى المتمردون به فى القصير ناجم أساسا عن السياسة المترددة التى تنتهجها الولايات المتحدة إزاء الأزمة السورية. ولا شك فى أن هذه السياسة هى التى دفعت واشنطن إلى أن تخضع لروسيا وأن توافق على عقد مؤتمر جنيف 2 لتسوية تلك الأزمة.
وفى حال عقد هذا المؤتمر، فإنه سيشكل انتصارا للتحالف بين كل من نظام الأسد وروسيا وإيران وحزب الله. وإذا ما تبين أن معركة القصير كانت بمثابة حجر الدومينو الأول فى مسار انهيار التمرد ضد نظام الأسد، فإن ذلك سيعنى أننا على أعتاب فوضى استراتيجية فى منطقة الشرق الأوسط برمتها، تتحمل الولايات المتحدة جزءا كبيرا من المسئولية عنها.
محلل عسكرى
«يديعوت أحرونوت»
نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية