التقارب الإيرانى السعودى يهدد مصالح إسرائيل فى الشرق الأوسط
تقارير
آخر تحديث:
الخميس 8 يونيو 2023 - 6:55 م
بتوقيت القاهرة
بدأت مؤشرات التقارب السعودى الإيرانى تترجم على أرض الواقع، إذ افتتحت طهران سفارتها فى الرياض، يوم الثلاثاء الماضى. بالتأكيد، سيهدد هذا التقارب مصالح إسرائيل فى الشرق الأوسط، وبخاصة آمالها فى تعزيز علاقاتها مع السعودية. ناهينا عن المستجدات العسكرية فى الساحة الإيرانية التى تلزم إسرائيل إعادة حساباتها بشأن إيران وما تمثله من تهديد فى المنطقة. فى ضوء ذلك، تناولت الصحيفتان الإسرائيليتان «يسرائيل هيوم» و«يديعوت أحرونوت» تطورات الملف الإيرانى وسوء تقدير الإدارة الإسرائيلية للتهديدات المحدقة بها.. نعرض ما ورد فيما يلى:
يقول أريئيل كهانا فى مقال نشر له فى صحيفة يسرائيل هَيوم، إن كل أضواء التحذير على خريطة الشرق الأوسط أضيئت. إذ، افتتحت إيران، يوم الثلاثاء الماضى، سفارتها فى الرياض بعد مرور 7 أعوام على إغلاقها. فى المقابل، خفّضت السعودية إنتاجها من النفط بمقدار مليون برميل يوميا، وهى تدفع الأسواق فى أمريكا والغرب نحو ارتفاع إضافى فى التضخم.
وفى سياق متصل، أشار عوفر شيلح من صحيفة يديعوت أحرونوت إلى إعلان إيران (التى أطلقت أذرعها طوال سنوات صواريخ على الرياض) والسعودية إنشاء حلف بحرى.
وأضاف أريئيل كهانا أنه فى الوقت الذى تحلم القيادة الإسرائيلية بالسلام مع السعودية، وتخبر الشعب الإسرائيلى بأن ما يجرى هو مجرد مظهر خارجى، فإن الواقع، لسبب ما، يرفض أن يتطابق مع هذه النظرية. الألواح التكتونية تتحرك فى اتجاه طهران، وربما إسرائيل بقيت وحدها.
وعلى الصعيد النووى، أوضح أريئيل كهانا أن إسرائيل بقيت وحدها فى ساحة أُخرى أيضا هى ساحة الوكالة الدولية للطاقة النووية. قبل أقل من عام، تعهد رئيس الوكالة رفائيل جروسى، علنا، فى مقابلات أُجريت معه، أن «الوكالة لن تغلق أبدا التحقيقات التى فُتحت ضد إيران بسبب ضغط سياسى من أجل التوصل إلى اتفاق نووى معها». وها نحن اليوم، وعلى الرغم من أن خداع إيران واضح للجميع، فإن الوكالة أغلقت الملفات ضدها بسحر ساحر. يحدث هذا، تحديدا، فى الوقت الذى تتراكم فى إسرائيل معلومات عن محاولات أمريكية يائسة للتوصل مع إيران إلى اتفاق جزئى محدود ومؤقت ومحدد، أو أى مصطلح آخر تريدونه. لا يمكن ألا يكون هناك علاقة بين الأمرين.
وماذا بشأن أمريكا نفسها؟ صورة سقطة الرئيس جو بايدن فى نهاية الأسبوع الماضى هى صورة دقيقة لبلده. دولة عظمى فى حالة سقوط. لا أحد يريد التقرب منها، ولا أحد يعتمد عليها.
وفى هذا الصدد، أرجح عوفر شيلح أن السبب وراء استمرار مواصلة إيران تعزيز قوتها هو استمرار الولايات المتحدة فى انسحابها من الشرق الأوسط ــ العملية المستمرة منذ أكثر من عشرة أعوام. السعودية أو مصر (التى سيلتقى رئيسها الرئيس الإيرانى فى نهاية العام، الأمر الذى كان من الصعب تخيُّله حتى الفترة الأخيرة) غير واقعتيْن فى حبّ الإيرانيين، أو لديهما وهم حيال طبيعة النظام الإيرانى ونياته. هما ببساطة تفهمان ميزان القوى العالمى وتريان المحور الذى تقوده إيران يعزز قوته ويحظى بدعم من قوى عالمية. وهما لا تصدقان الرواية التى ترويها إسرائيل لنفسها، بأنه يمكن إقامة جبهة مضادة، فقط بالاعتماد على تعهُّد إسرائيلى غامض لمساعدتهما فى الدفاع عنهما.
وختاما، يرى عوفر شيلح أن الحل لتحجيم النفوذ الإيرانى فى منطقة الشرق الأوسط ليس فى المواجهة العسكرية، بل فى إعادة الولايات المتحدة إلى الساحة من خلال تقديم رؤيا شرق أوسطية يقودها حلفاؤها، ومن ضمنهم إسرائيل، تخدم المصلحة الأمريكية فى الصراع العالمى.
إعداد: وفاء هانى عمر