سـؤال مالـوش إجابـة
غادة عبد العال
آخر تحديث:
الأحد 8 يوليه 2012 - 8:45 ص
بتوقيت القاهرة
فى انتظار خطبة الرئيس المصرى الجديد فى ميدان التحرير جلست وبعض صديقاتى نتابع اللحظات التاريخية لنستمتع بها ونحللها، حالنا فى ذلك حال 85 مليون محلل سياسى يعيشون على أرض مصر، فقد حلت فينا بعد قيام الثورة روح المحلل الاستراتيجى للدرجة اللى مابقيناش نقدر فيها نتفرج على برنامج للطبخ من غير ما نتساءل عن المغزى السياسى لاختيار الشيف تحضير صينية الكوسة بدلا من صينية البطاطس والإسقاط الاجتماعى اللى قصده لما اكتفى بتحضير صينية المسقعة بالباذنجان بس دون استخدام اللحم المفروم، والغرض الأخلاقى من عدم وجود حلو فى آخر بعض الوجبات اللى بيعملها. بهذه الروح قعدنا كلنا نحلل خطاب الرئيس، حركات الرئيس، ملابس الرئيس، وتعجبنا من الزمن اللى دار بينا دورته لحد ما شوفنا أحد أعضاء جماعة الإخوان رئيسا، وساعتها قلتلهم يفتكروا اللحظة التاريخية دى، ويحفروها فى ذاكرتهم، عشان اللى بيحصل دلوقت بيثبت أنه لا مستحيلات بعد اليوم. مين كان يتخيل إنه يشوف رئيس بدقن؟، مين كان يتخيل إنه يشوف رئيس خريج كلية من كليات القمة؟، مين كان يتخيل إنه يشوف رئيس ولد خارج حدود محافظة المنوفية؟
من النهارده كل واحدة فينا بقى من حقها تحلم إن ابنها يكون فى يوم رئيسا للجمهورية، كل الجالسات حركن رءوسهن بانشكاح مطعم بالأمل واستطردت واحدة فيهن (أم لـ3 بنات)، وكل واحدة فينا برضه ممكن تحلم إن بنتها تبقى قرينة رئيس جمهورية. ابتسم بعض الحاضرات مجاملة، والبعض الآخر سخرية، وما حدش اعترض غيرى، طب ليه يا بنتى ما تحلميش بواحدة من بناتك تبقى هى بذات نفسيتها رئيسا للجمهورية، طبعا مش محتاجة أحكيلكم على ردود الأفعال اللى تراوحت بين سخسخة من الضحك حتى الوقوع أرضا، لنظرة متعاطفة بتقول (يا عينى البنت مخها طق) وحتى الدعاء عليا بالويل والثبور عشان عايزة ييجى اليوم اللى تولى علينا فيه امرأة فيلعننا الله فى الدنيا والآخرة.
الحوار بيتكرر كتير، وردود الأفعال برضه بتتكرر كتير، مش بس بخصوص عمل المرأة وتوليها مناصب عليها ختم غير رسمى بيقول : «للرجال فقط»، لكن بخصوص كل حاجة ليها علاقة بيها، مواصلة التعليم العالى، حقها فى الحياة فى مجتمع بدون تحرش، حقها فى الطلاق أو الخلع أو النفقة، حقها كطفلة فى الاحتفاظ بجسمها كامل دون ختان.. أكتر شىء بيؤلمنى وقت النقاش فى قضايا المرأة وحقوقها هو رد فعل المرأة نفسها تجاه حقوقها، وإزاى بتبقى هى بذات نفسها عقبة فى طريق نفسها وطريق غيرها، هل السبب هو الغيرة النسوية المعتادة اللى بتخلى بعض الستات يتمنوا الطرق تتقفل قدام زميلاتهم عشان مايوصلوش لأكتر من اللى وصلوله أو كراهتهم إن بعض الستات يعيشوا حياة سعيدة بدون المرور بالألم النفسى والجسدى اللى مروا هم بيهم؟، وإلا السبب هو غسيل المخ اللى بيشارك فيه مجتمع بأكمله بمؤسساته الإعلامية والسياسية والدينية اللى بيدى المرأة جرعة محددة من الإحساس بالدونية بتتناولها صاغرة كل يوم لحد ما تصدقها، وإلا هى الكسرات المتوالية اللى بتقابلها كل امرأة فى حياتها اللى بتخليها تخاف تحلم ليها أو لبناتها بمستقبل أفضل قالوا لها إنه مش ليها وبحقوق علموها إنها ما تستحقهاش وباختراق حواجز علموها وعلمت نفسها من زمان إن مش من حقها اختراقها ؟، السؤال ده على طول جوايا، ورغم إنى سألته كتير لكن عمرى مالقيت له إجابة واضحة ومحددة، ليه كتير من ستات البلد دى دايما شايفين نفسهم ما يستحقوش يعيشوا ويحلموا أحلام أفضل من كده؟