اليوم القمة.. وغدا «الحلو»!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الجمعة 8 يوليه 2016 - 9:10 م
بتوقيت القاهرة
** اليوم الأهلى والزمالك.. وغدا «الحلو» بين فرنسا والبرتغال. ويلعب أهل القمة فى السويس وفقا لما تقرر أمس. بينما يلعب أهل الفن اللاتينى فرنسا والبرتغال فى «استاد دو فرانس» فى سان دونى وفقا لما هو مقرر من ثلاث أو أربع سنوات (ممكن تقول لاحول ولاقوة إلا بالله)؟!
** واهم من يظن أن مباراة الأهلى والزمالك عادية.. ولا تهم نتيجتها، فهى مهمة، وتحظى باهتمام معتاد فى شارع الكرة المصرية. فالفوز على الزمالك بالنسبة للأهلى يساوى «حبة الكريز» التى تزين تورتة الدورى. والفوز على الأهلى بالنسبة للزمالك يجعل تورتة الدورى محشوة بالمسامير. وهذا يختصر الحالة بين جماهير الفريقين، بينما يحلم أمثالنا بإنتاج مباراة قوية رفيعة المستوى فنيا وأخلاقيا ورياضيا. وتكون مهرجانا حقيقيا يفوز به من يفوز ويهنئ المهزوم الفائز، ويشد الفائز على يد المهزوم.. ألم أقل يحلم أمثالنا؟!
** لا أستند على نتائج أخيرة وسابقة للفريقين فلا خسائر الأهلى فى البطولة الإفريقية مؤشرا ولا تعادل الزمالك مع المصرى وسموحة مؤشرا، ولا التاريخ أيضا مؤشرا.. فتلك مباراة تحكمها دائما ظروفها، وتحكمها المبادرة على أرض الواقع، وتحكمها نتائج تلك المبادرة مثل هدف مبكر يفتح اللعب، ويغير السيناريوهات.. فقد تغيرت الحال قليلا حين كان الأهلى متفوقا وواثقا ويواجه فريقا مرتبكا يخشى الخسارة قبل أن يلعب على الفوز.. تغير هذا الواقع قليلا ففى تشكيل هجومى أعلى قليلا، حيث إنه من المحتمل أن يخوض الأهلى اللقاء بخط وسط مكون من غالى وعاشور ورمضان صبحى ووليد سليمان ومؤمن زكريا وأمامهم جون أنطوى. بينما التشكيل المحتمل للزمالك يضم خط وسطه طارق حامد، ومعروف يوسف وأحمد توفيق ومحمد إبراهيم وكهربا وأمامهم باسم مرسى. ويزيد فى الأهلى لاعب واحد يملك تلك النزعة الهجومية..!
** إنها من مباراة مهمة منذ مائة عام، واهتمت بها جريدة الأهرام منذ العشرينيات من القرن الماضى، وعلقت على المباراة التى أقيمت بين الفريقين يوم الجمعة 17 نوفمبر عام 1922 بقولها: « تبارى النادى المختلط الذى يقود فرقته حسين بك حجازى مع النادى الأهلى الذى يقود فرقته رياض شوقى أفندى، بين جمهور عظيم من مشجعى الطرفين بأرض الجزيرة. ويعز علينا أن نبخل عن أفراد الفرقتين بالثناء والشكر». وبعد الوصف التفصيلى لوقائع المباراة أعرب المحرر الرياضى عن سعادته وسعادة سائر المتفرجين «أن تكون نتيجة المباراة تساوى الفريقين دون أن يصيب أحدهما مرمى أخيه»!
** كانت الأهرام سعيدة بتعادل الشقيقين الأهلى والزمالك.. فهما أهل ويمثلان فرعى الأسرة الكروية الكريمة قبل مائة عام.. وترون المنتخبات الأوروبية تتنافس على حلبات فرنسا.. بروح رياضية والصراع يكون نظيفا جميلا قبل اللعب وأثناء اللعب وبعد اللعب. بينما شهدت بعض مباريات الأهلى والزمالك خلافات واشتباكات قبل اللعب، واثناء اللعب، وبعد اللعب.. وهذا على الرغم من أنه لا يوجد لعب أحيانا..!
** اليوم الأهلى والزمالك.. اليوم يلعب أهل القمة.. وغدا تلعب فرنسا مع البرتغال، غدا يوم الحلو؟!