الصمت فى زمن «الثرثرة»!
صحافة عربية
آخر تحديث:
السبت 8 يوليه 2017 - 9:25 م
بتوقيت القاهرة
نشرت صحيفة الرأى الكويتية مقالًا للكاتب «تركى العازمى» يقول فيه: إنه يختلط على البعض فهم معنى السكوت والصمت مع أن الفارق وأضح نسبيًا. فالسكوت يعنى إمساك عن الكلام (مع القدرة عليه) حقًا كان أو باطلا، أما الصمت فهو إمساك عن قول الباطل دون الحق، وقيل فيهما إن الصمت يكون من الأدب أما السكوت فيتولد عن الخوف، والصمت أبلغ من السكوت.
والثرثرة هى كثرة الكلام فى تكلف.. ويقال للفرد كثير الكلام «على عمياها» بـ «ثرثار».
فى زمننا الحاضر كثر المتثرثرون ويتبعهم كثير من البسطاء وهو ما وصفته فى مقال «لا تروجوا للسفاهة».
تأتى أزمة سياسية كانت أو اجتماعية أو تربوية أو أى حدث كان، ويخرج لك البعض فى مواقع التواصل الاجتماعى يبدون رأيهم من دون دراية بخلفيات المواضيع ولا يجدون أى رادع لتلك الزمرة المفسدة لثقافتنا تجنبًا للوقوع بالخطأ أو إيقاع الضرر بمجموعة دون سواها... فلا الصمت ولا السكوت يعد مجديا!.
مؤسساتيًا أعتقد بأننا أبتلينا بـ«ثرثرة» لا علاقة لها بالنظم الإدارية والقانون وفروعه والحديث وأدبه، مما نتج عنها هفوات لا تغتفر، ونستغرب السكوت عنها. وكذلك الحال بالنسبة لثرثرة المغردين وأصحاب حسابات «السناب شات».
ثرثرة البعض غلفت بمفاهيم باطلة ومعلومات منقوصة وأهدافها باطلة ويعلم كثير من أحبتنا بها، إلا أنه لا يوجد رادع لهم حتى أفسدوا ثقافة الكثير من البسطاء من جماعة «مع الخيل يا شقرا»!.
كنت أظن الشفافية حلا منطقيا حينما تبنى الأقوال وفق أساس من القانون والمعرفة بالنظم الإدارية واللوائح وأخلاقيات العمل من خلال مقالات فيها تعليق على بعض القرارات أو الخدمات السيئة التى تقدمها بعض مؤسساتنا... كانت هى القناعة التى أخذتها فى الكتابة، لكن يبدو أن أصحاب القرار الإصلاحى التزموا الصمت وبعضهم تمسك بالسكوت حفاظًا على مصلحة شخصية أو علاقات أو خلافه، وبهذا يكون قد ذهب الحق وتفشى الباطل فى ما بيننا.
حاولت جاهدًا أن ألتزم الصمت حتى أستدل على الحجة المناسبة وفق القانون والنظم الإدارية كى لا أسكت عن حقوق ما كان لها أن تضيع لو أن هناك عقولا حكيمة رشيدة وقيادات على قدر من المسئولية.
طلبة المتوسطة والثانوية... كثير منهم لا يتقنون الكتابة ولم يجدوا التحصيل العلمى. وطلبة خريجون لا يجدون من يوافق لهم فى الهيئة العامة للتعليم التطبيقى على فتح شعبة حتى وإن حصلوا على تأشيرة «لا مانع» من قياديى المؤسسة، ويتأخر تخرجهم عاما كاملا بسبب «عنجهية» البعض من الدكاترة، هداهم الله حسن السبيل.
ومريض لا يجد تشخيصا سليما لمرض ألم به وعندما يطالب بحقه بعيدا عن أداة «الواسطة» يجد الرفض!.
والجميع يعانى من الزحمة فى الطرقات وارتفاع الأسعار، فالسكوت أو صمت البعض لا نجد له مبررًا.
لذلك، نطالب بإيقاف كل ثرثار ليكف عنا ثرثرته. ونطالب بتجنب الصمت فى وقت نحن أحوج إليه لقول الحق ولو على أنفسنا: فهل وصلت الرسالة؟
الرأى ــ الكويت