اتفاق إيران النووى كاتفاق «ميونخ» مع هتلر


نافذة

آخر تحديث: الإثنين 8 أغسطس 2016 - 9:30 م بتوقيت القاهرة

نشرت صحيفة هآرتس مقالا للمراسل الصحفى «باراك رافيد» يتناول فيه بيان وزارة الدفاع الإسرائيلية، الذى يعد ردا قاسيا على تصريح الرئيس باراك أوباما؛ والذى أفاد فيه بأن المسئولين الإسرائيليين يعتقدون بأن الاتفاق النووى مع ايران حسن الأوضاع الأمنية فى الشرق الأوسط.
يبدأ رافيد بأن البيان قد ربط بين الاتفاق النووى الايرانى واتفاقية «ميونيخ» التى عقدت عام 1938 بين الدول الأوروبية «بريطانيا وفرنسا وايطاليا» وبين ألمانيا النازية، والتى فشلت فى أن تمنع الحرب وكانت خطأ كبيرا؛ فكذلك هى الاتفاقية مع ايران. وأكد البيان أن المؤسسات الدفاعية الإسرائيلية تعتبر أن أى اتفاقية يكون لها قيمة إذا قامت على حقائق وليس على تضليلات. فاتفاقية ميونيخ فشلت فى أن تحول دون وقوع الحرب بسبب افتراضها الخاطئ بأن ألمانيا النازية يمكن أن تكون شريكا ولأن قادة العالم فى ذلك الوقت تجاهلوا التصريحات التى صدرت عن هتلر والقادة النازيين.
يفيد رافيد بأن هذا البيان هو الأول لوزارة الدفاع بشأن الاتفاقية. فقد أكد مسئولون كبار فى وزارة الدفاع، أنه رغم أن إيران لم تنتهك الاتفاقية إلا انهم مازالوا قلقين مما يمكن أن يجرى فى الجمهورية الإسلامية فى أعقاب الصفقة؛ خاصة أن إيران قد أعلنت بشكل واضح أن هدفها يتمثل فى تدمير دولة إسرائيل. كما ذكر تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية صدر هذا العام، أن إيران هى الراعى الأول للإرهاب. ولهذا فإن وزارة الدفاع وكذلك الشعب الإسرائيلى مقتنعان بأن تلك الاتفاقية التى عقدت بين القوى العالمية وإيران من شأنها تقويض المعركة التى يجب أن تشن ضد دولة «إرهابية» مثل إيران.
ويبدو أن هذا البيان الصادر عن وزارة الدفاع والذى ألقاه وزير الدفاع «أفيغدور ليبرمان» لم يتم تنسيقه مع رئيس الوزراء؛ فبعد وقت قصير أصدر مكتب نتنياهو بيانا، يفيد بأن «موقف إسرائيل من اتفاقية إيران كما هو عليه، ولكن إسرائيل ورئيس الوزراء يؤكدان على أن الولايات المتحدة الامريكية هى أهم حليف لديهم». وأشار البيان على تشديد نتنياهو فى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر الماضى، على أهمية التعاون بين الرافضين للاتفاق والمؤيدين له، وذلك لتحقيق ثلاثة أهداف: أولها التأكد من أن إيران لن تنتهك الاتفاقية، إضافة لضرورة التعامل مع العدوان الإيرانى فى المنطقة، وتفكيك شبكة الإرهاب العالمية المرتبطة بالجمهورية الإسلامية. كما أكد البيان أن نتنياهو يعتبر أن تلك الأهداف ستكون سياسة مشتركة وأن التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل سيستمر وسيتقدم فى إدارة أوباما والإدارة القادمة.
واختتم رافيد بتصريحات أوباما فى مؤتمر صحفى أقيم فى وزارة الدفاع، الخميس الماضى؛ والذى صرح فيه بأن مسئولين كبار فى وزارة الدفاع الإسرائيلية، يرون أن الاتفاق مع ايران له نتائج إيجابية. وأشار فى ذلك لتصريحات قائد الجيش الإسرائيلى «آيزنكوت» الذى قال مرارا وتكرارا، إن الصفقة قللت من التهديد الذى تواجهه إسرائيل.
وأضاف أوباما، أن بكل الحسابات فإن الأمور تسير كما تم التخطيط لها. كما وجه أوباما انتقادا ضمنيا لنتنياهو الذى قاد المعركة ضد الاتفاق النووى. وقال متسائلا «لماذا لا يخرج أحد هؤلاء الذى توقعوا حدوث كارثة ليعترف بجدوى الاتفاق، فسيكون ذلك مذهلا إذا خرج أحد هؤلاء الذين توقعوا أن السماء تنطبق على الأرض، وقال إنهم كانوا مخطئين وأنهم سعداء بأن الاتفاقية قوضت قدرة إيران على تطوير السلاح النووى أو حتى الإخلال بها على المدى القصير. ولكن للأسف هذا لن يحدث».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved