كرة ننتظرها من 14 عاما؟

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الثلاثاء 8 أكتوبر 2024 - 6:35 م بتوقيت القاهرة


** الحقيقة المؤكدة قبل السؤال عن مدى نجاح حسام حسن وجهازه الفنى فى قيادة منتخب مصر، هى أن شارع الكرة المصرية ينتظر من حسام حسن أن يقود المنتخب إلى الفعل «لعب وأمتع وفاز»، «شد حيلك ياحسام» فأنت تعلم أن مدرب المنتخب يدخل فى كل مباراة إلى اختبار. ولقاء موريتانيا ضمن تلك الاختبارات التى لا تنتهى ولن تنتهى. وهو اليوم يتعرض لأسئلة تتعلق باختياراته للقاء موريتانيا القادم، فلماذا لم يقع اختياره على عمر كمال عبد الواحد وعمر جابر بعد إصابة هانى؟ وهل يكفى وجود أحمد عيد أو محمد شحاته ليلعب الثانى فى مركز الظهير الأيمن?بدلا من مركزه فى خط الوسط؟
** سؤال طويل. وهو من حق الجمهور والنقاد، ولحسام الحسن الحق أيضا فى اختيار من يراه مناسبا لأفكاره الفنية، وهو فى النهاية سوف يتحمل المسئولية بالكامل. ونحن فى انتظار اختبارات القوة الحقيقية للفريق، حين يصل إلى نهائيات الأمم الإفريقية بالمغرب، وحين يصل إلى نهائيات كأس العالم 2026. فهل المنتخب فى الطريق إلى كرة القدم التى نريدها جميعا أم أنه سيقف عند أبواب التأهل للنهائيات هنا وهنا؟
** فى فبراير هذا العام بدأ المدرب حسام حسن مهمته مع المنتخب خلفا للمدرب البرتغالى روى فيتوريا بعد خروج المنتخب من دور الستة عشر فى بطولة الأمم بكوت ديفوار. والبداية من حيث النتائج عموما جيدة إذ فاز فى 3 مباريات من أربع وتصدر مجموعته فى تصفيات الأمم الإفريقية وفى تصفيات المونديال.هزم المنتخب الرأس الأخضر 3/ صفر وبوتسوانا 4/صفر، كما فاز فى تصفيات المونديال على بوركينا فاسو 2/1 وتعادل مع غينيا بيساو 1/1، وكانت تلك المباراة خارج الأرض. وهو يتقدم الأن تلك المجموعة التى تضم أيضا جيبوتى، وإثيوبيا، وسيراليون.
** يملك حسام حسن شجاعة فى قراراته، ومنها قراره بمشاركة منتخب مصر فى الدورة الودية الرباعية فى مارس فقد قرر خوض التجربة على الرغم من صعوبتها. وقد كان أمامه التبرير الجاهز لعدم المشاركة وهو أنه تسلم المهمة منذ أيام والوقت لا يسعفه للإعداد، ورأى حسام حسن أن خوض الدورة الودية سيكون فرصة للتعرف على لاعبى الفريق. وعلى الرغم من خسارة المباراة النهائية أمام كرواتيا بنتيجة ثقيلة، ( 2/4 )، وبفارق أداء واضح فقد إستقبل شارع الكرة المصرية الأمر بهدوء وفهم باعتبار أن كرواتيا ثالثة مونديال قطر 2022 وثانية مونديال روسيا 2?18.
** ومن مظاهر شجاعة حسام حسن، أنه لا ينتظر من الجمهور إختيار أدواته التى سيلعب به. وها نحن نراه قد استبعد حجازى والننى والشحات وإمام عاشور، ولم يقع اختياره على عمر جابر أو عمر كمال عبد الواحد، برغم جماهيرية هؤلاء النجوم دون شك، وتألقهم مع الأهلى والزمالك بجانب المستوى الذى ظهر به الننى فى دورة باريس الأوليمبية. وفى جميع الأحوال، فإن حسام حسن ليس ملزما بشرح أسباب اختياراته، ولايجوز ذلك أدبيا ومعنويا، كما أنه من الوارد جدا اختيار بعض من الذين لم يقع عليهم الاختيار مستقبلا.
** وأكرر هنا ماسبق وأبديته من رأى بشأن الفوز الكبير على الرأس الأخضر وبوتسوانا فهذا ليس مقياسا لقوة المنتخب، وكذلك مباراتا موريتانيا، و حتى تصفيات كأس العالم لا تعد اختبارا حقيقيا بسبب ضعف المنتخبات التى تواجهنا. وهى فرصة ذهبية للتأهل للمرة الرابعة، ولكن فى رأيى الاختبار الحقيقى سيكون فى نهائيات كأس الأمم الأفريقية المقبلة التى لن نجد أى صعوبة فى التأهل لها بالمثل لتصفيات كأس العالم، فكيف نلعب فى البطولتين؟ هل سيكون للمنتخب شخصية قوية فى مواجهة الاقوياء؟ وماذا تعنى الشخصية القوية أصلا؟
** تعنى المبادرة، وتكوين وتقديم جمل هجومية، وتنظيم دفاعى كامل للفريق. مع كل بديهيات الكرة الجديدة التى تلعب الآن، من سرعة وقوة إلتحام، وضغط فى مساحات الملعب المختلفة وتنوع محاور الهجوم. وهنا سيكون الاختبار الصعب على حسام حسن هو أن يقدم المنتخب كرة القدم التى ننتظرها منذ 14 عاما!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved