دلالات زيارة الرئيس للكاتدرائية
الأب رفيق جريش
آخر تحديث:
السبت 9 يناير 2016 - 11:20 م
بتوقيت القاهرة
للسنة الثانية على التوالى زار السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية الكاتدرائية المرقسية لتهنئة المصريين الأقباط بعيد الميلاد المجيد، وفى عدة مناسبات لم يفت الرئيس تهنئة المسيحيين الذين احتفلوا بالأعياد فى وقت سابق مثل بيان التهنئة الذى صدر ليلة 24/25 ديسمبر للمحتفلين فى هذا التاريخ، كل هذه اللفتات لها مدلولات هامة منها:
1) أن الرئيس باسم مصر كلها يهنئ جزءا من شعبه بالعيد كما يهنئ كل المصريين بالعيد دون تفرقة مؤسسا لدولة المواطنة ومؤكدا على عمق المحبة بين المسلمين والمسيحيين وإذا حصل تباعد فى فترة ما من تاريخ مصر فهو الاستثناء وليس القاعدة، فالقاعدة هى المحبة الخالصة والمخلصة بين المصريين.
2) هو أيضا تأكيد على دور المسيحيين الوطنى عبر تاريخ مصر وعبر تاريخ الكنيسة والتاريخان يتكاملان ويتعانقان بل يذوبان ليُكَوِنا تاريخا واحدا وهذا ما يجب أن يتعلمه أبناؤنا فى المدارس من خلال مناهجهم.
3) وعد الرئيس بانتهاء ترميم الكنائس التى احترقت أثناء فض رابعة العدوية خلال عام 2016 هى هدية عيد الميلاد المجيد لكل المصريين، كذلك الاعتذار عن التأخير ينم عن الاحترام الشديد من رئيس لشعبه.
4) اعتذار الرئيس عن حرق الكنائس هى رسالة طمأنينة لكل المصريين مؤكدا أن الكل فى حماية الدولة وأن الآخر هو مصرى وأخ فى الوطن، هذه الرؤية التى لا يكف الرئيس عن ترديدها خصوصا وهو يطالب بتجديد الخطاب الدينى وقد كررها أمام رؤساء دينيين مسيحيين فى الآونة الأخيرة مثل البطريرك ماربشارة بطرس الراعى بطريرك الموارنة والبطريرك غريغوريوس الثالث بطريرك الروم الكاثوليك والذى اقترح أمامه إصدار كتب تعلم مختلف الأجيال معنى الاختلاف وكيفية قبول الاختلاف مع الآخرين ومؤكدا بأن مصر ستعطى المثل للعالم عن محبة الناس لبعضهم البعض.
نحن نعيش عصرا جديدا فالمصريون فى انتخابات مجلس النواب الأخيرة أظهروا نضوجا سياسيا لينتخبوا 36 مسيحيا دفعة واحدة عدا المعينين إلى جانب الشباب والمرأة والمعاقين، مما يشير إلى أن فى الوطن الواحد الكل واحد وهذه إرادة شعبنا. كل عام ومصر والمصريون كلهم بخير.
الأب رفيق جريش